كتاب فن اللامبالاة لعيش حياة مخالفة للمألوف
![]() |
كتاب فن اللامبالاة لعيش حياة مخالفة للمألوف |
إذا رأيت شخصا أفضل منك في أمر ما ، فمن المحتمل أنه فشل فيه أكثر مما فشلت أنت '
تكمن سعادة الإنسان وقوته في طريقة تعامله مع الصعاب ، هي الفكرة التي يتمحور حولها كتاب فن اللامبالاة لعيش حياة مخالفة للمألوف The subtle Art of Not Giving a F*ck يتناولها مارك مانسون في خمس فصول من خلال سرد قصص من صلب الواقع تستنبط منها حكم وأفكار لعيش حياة مخالفة عن المألوف .
غالبا ما تركز الثقافة السائدة ودروس التنمية الذاتية على التوقعات الايجابية المغرقة في المثالية ، وتروج لـ: كن الأفضل ، كن مدهشا ، كن أكثر سعادة ، كن أكثر شبابا ، كن وكن .. بينما هي في حقيقة الأمر ، ومن وجهة نظر الكاتب تحمل الإنسان عبئا إضافي بتركيز نظره على نقائصه ، وبما كان يفترض أن يكون عليه لولا فشله .
إن الإنسان لا يمكن أن يكون إيجابيا صرفا على مسار الطريق ، ولا ينبغي أبدا أن يشعر بالسوء حيال ما يفتقر ، ويحصر كل اهتمامه وطموحه على نقائصه ، ولكن يجب أن يتزود بالرضا والتقبل ، وأن يعلم بأن الحياة مطعمة بالمعاناة ، وعليه أن يعيشها بواقعية ومنطقية لأن التهرب من المواجهة لن يفيد في شيء ، والتجربة هي الثروة الحقيقية التي تكسبه خبرات تراكمية وتعلمه المسؤولية ، الجرأة . وهذا هو مغزى المعاناة .
ليصل الإنسان للنجاح لا بد من مروره بمصفاة الفشل مرارا ، وخوضه يمّ التجارب تكرارا ، ولزاما عليه أن يتقبل إخفاقاته بنفس رضية التي ربما كان هو سببا فيها بشكل أو بآخر ، ويوقف فورا تلك الأفكار السيئة التي تعتريه بين الفينة والأخرى ، وتدخله في حلقة جحيمية كلما رأى الآخرين على وسائط التواصل الإجتماعي يعيشون حياة مدهشة ، يقضون وقتا رائعا مع أصدقائهم وعائلاتهم ، ويسافرون إلى أماكن مختلفة في العالم ، ويشترون ما يشاؤون بينما هو تخنقه أربعة جدران . فيرى حياته بائسة او ربما أسوء حالا مما هي عليه. فيتيقن بداخله أنه غير جيد بما يكفي ، وأن فيه خللا ما يجعله أقل شأنا ويجعل وضعه أدنى منهم .
يقول جورج أوريل ' إن قدرة المرء على رؤية ما هو أمام أنفه تماما في حاجة إلى نضال مستمر' ، والحل يكون أحيانا على مقربة من نظر الإنسان لكنه ينشغل بأشياء أخرى تافهة ينفس بها عن خيباته ، ويغذي احتياجه بالدونية .
من هنا أتى استحسان فن اللامبالاة الذكي ، ليرحم الإنسان من الإغراق والإفراط في الإهتمام سواء فيما لدى الآخرين ، أم فيما يشعره بالسوء من أحداث جانبية ، وأشخاص سلبيـيــن، ما دام مقدار العمر قصير، وينبغي استثماره ، وعدم إهداره في أمور لا قيمة لها ؛ لأننا في حالة إختبار دائم .
يحكي الكاتب في الفصل الأول فصل اللامبالاة قصة الشاب تشارلز بوكوفسكي العربيد ، الذي كان شاعرا في لحظات صفائه الذهني ، يـحلم بأن يكون كاتبا مشهورا يوما من الأيام ، لكن حلمه ظل يقابل بالرفض لعقود مديدة ، سحبته إلى هاوية الإكتئاب ، ومعاقرة الكحول.
لكن وبعد رحلة عناء دامت ثلاثين سنة تحقق حلمه أخيرا ، وهو في سن متقدمة حيث نشرت له ست روايات، ومئات القصائد، وبيع من كتاباته أكثر من مليوني نسخة.
ثم يستمر الكاتب بنفس الأسلوب السردي ؛ يحكي قصة ويستخلص العبرة ليختتم في مشهد الكتاب الأخير بالنهاية المحتومة لكل كائن ' بعد ذلك تموت ' .
قد ينتاب البعض الهلع عندما يفكرون بأنهم سيغادرون يوما ، لكن الموت هي الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة ، ولولاها ' لكان كل شيء معدوم الأهمية ، ولصارت القيم والمقاييس كلها صفرا ' .
كانت هذه نبذة موجزة عن الكتاب الذي حقق شهرة واسعة ، واعتبر من أكثر الكتب مبيعا في الإمارات ، ولمن أراد قراءته ينقر على عنوانه فوق ☝ وسيأخذه الى الرابط مباشرة . قراءة ممتعة أتمناها لكم
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...