 |
الإيحاء الايجابي في تربية الطفل
|
إبتداء الإيحاء هو عملية إرسال رسائل ضمنية للعقل اللاواعي ، تحرك الشعور والانفعالات في خطابها لتنبيه التركيز بالقشرة المخية في المنطقة العصبية المسؤولة عن التأثير الإيحائي . يمكن أن تكون العملية ذاتية ويمكن أن تكون خارجية مصدرها أشخاص آخرين يستهدفون التأثير النفسي الإنفعالي بأسلوب مشفر وغير مباشر .
يستخدم الإيحاء كعلاج فعال في الطب النفسي لإضفاء مشاعر إيجابية ، وتحفيز المريض ذاتيا للتشافي من رواسب مواقف حصلت في الماضي وتسبب عناء في الحاضر، كما يستخدم بعناية في الأنشطة الاعلامية والدعايات الإشهارية.
إن الإيحاء عبارة عن ممارسات يومية يقوم بها إنسان أو قيادات بشكل مقصود وغير مقصود، أحيانا تكون سلبية تحبّط الهمة وتغشي العين بالسواد، وأحيانا أخرى إيجابية تحرك منافذ الطاقة وتحيي روح التفاؤل، فتكون بذلك أيسر وسيلة للإقناع بتوجهات وأفكار معينة، وبداية تحقيق الرغائب والأهداف..
ولا غرو أن الإيحاء الإيجابي المدروس في تربية الطفل سيكون له كبير الأثر في غرس المبادئ الفاضلة وتقويم السلوك إذا اعتمدناه في تربية أبنائنا منذ الصغر:
يمكن أن ننفرهم من سلوكات معوجة ، ونحبب لهم القيم الفاضلة من خلال قراءة قصص منتقاة قبل النوم مثلا ، لأن فترة ما قبل النوم أفضل فترة يكون فيها الجسم في حالة استرخاء مما ييسر استجابة العقل الباطن لتلك الرسائل ، فيشرع في تنفيذها وتحقيق صورتها الذهنية المرغوبة بقوة الخيال .
يمكن كذلك أن نستغل مواقف الحياة المختلفة في بعث رسائل إيجابية غير مباشرة عن الصدق ، العفة ، الصلاة ، الأمانة .. فنقول للطفل مثلا :
نقدم سويا صدقة وأقول له الحمد الله كم أشعر بالسعادة لأني فعلت أمرا يحبه الله عز وجل .. أو كم أشعر بالرضا عندما أنجز أعمالي بإتقان ولا اتركها تتراكم عليّ .. أو كم أحس بالارتياح عندما أصلي وأستشعر القرب الشديد من رب العالمين .
فما أروع أن تستخدم قواعد الإيحاء في رسم صور ذهنية مليئة بالخير والصلاح والإيجابية والنجاح ، والإيمان بها وبأهميتها وعظم قدرها عند الله تعالى ، فيمتلئ بها العقل الباطن، ويعمل على تحقيقها ، ويعيش الإنسان في انسجام مع الكون وسعادة وفق مراد الله كما يقول الدكتور أيمن الدهشان .
ودمتم بسلام ووئام مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...