عجائب الصيام الشفائية من الأسقام
![]() |
الصيام جُنّة
الصيام عبادة كثيرة النوال لكونه منحة تجلت بها عجائب الرحمان في تشافي الروح والأبدان ، فهو فرصة لشحن بطارية الإيمان ، وتطهير القلب مما علق به من أدران ، وكذا فرصة للتشافي من أسقام نفسية وجسدية أرهقت الإنسان .
فالصيام لم يُفرض عبثا ، ولا كان اختيار موعد رمضان وعدة أيامه عبثا ، ولكن لكلّ حكمة غائية علمها من علمها وجهلها من جهلها. ففي الوقت الذي أضحى فيه الإجهار بالإفطار في نهار رمضان ظاهرة في بعض البلاد الإسلامية، دأبنا نسمع عن عجائب الصيام الشفائية في دول غربية لا تمتّ للإسلام بصلة ، وروايات أشخاص يمارسون الصوم الإسلامي استشفاء لصحتهم كالفنان الإيطالي مايكل أنجلو والعالم والطبيب الأسترالي كولين سوليفان الذي اتخذ نمط الصوم هو وزجته عادة أسبوعية لما لمساه من مزايا على صحتهما .
كما ظهرت في الغرب مراكز صحية تبنت نظام الصوم في دعم الصحة العامة والعلاج من بعض الأدواء المزمنة مثل الروماتيزم والسمنة وضغط الدم والكلستيرول .. من بينها عيادة 'أوبيرلينغ' الألمانية لمنشئها أوتو بوخينغر الذي كان جنديا في الجيش الألماني، أصيب عقب الحرب العالمية الثانية بإلتهاب في المفاصل أحاله كسيحا على كرسي مدولب ، وأقر الأطباء أن لا أمل للبرء منه ..
وبعد استنفاذ سبل الطب بلا طائل ، نصحه شخص بنهج الصوم العجيب الذي لم يكن معروفا آنذاك إلا عند المسلمين ، فابتدره مأمِّلا الشفاء من مصابه الوبيل ، وفي اليوم 19 من بدء العلاج أصبح قادرا على تحريك جميع مفاصله ، ثم بدأت تخف حدة آلامه المبرحة تدريجيا إلى أن شفي بشكل كامل ، ومنذ ذلك الحين لم يشك علة قط .
من هنا كانت فكرة تأسيس عيادته المتخصصة في الصوم العلاجي الذائعة الصيت التي تولى إدارتها أحفاده من بعده، وها هي اليوم يرتادها أفواج المرضى من مختلف ربوع العالم بما فيها دول الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية حيث يعتبر الصوم شعيرة من الشعائر الخمس .
لقد برهن العلم عوائد الصيام على الصحة ودوره في تعزيز كفاءة عمل الدماغ وتحسين الذاكرة تواؤما مع ما كشفه علماء في الولايات المتحدة الأمريكية بأن الجسم يعزز إنتاج خلايا الدماغ خلال شهر رمضان ، إذ أن التركيز الذهني في فترة الصيام يزيد من مستوى العامل العصبي المستمد من المخ .
علاوة على ذلك فالصيام يصون عافية الجسم على غرار دراسة طبية أجراها الأمريكي فالتر لونغو على الفئران وضحت أن الصيام يقوم بحماية خلايا الجسم السليمة من آثار العلاج الكيماوي للمصابين بالسرطان .
كما أبان فيلم وثائقي Fast and Live Longer Eat للطبيب مايكل موسلي آخر ما توصلت به الأبحاث عن محامد الصيام العلاجي في تقليل الأمراض ، موضحا أكثر في كتابه The Fast Dietمدى التأثير الصحي لنظام الصوم المتقطع على صحة الإنسان المسمى بحمية 5 : 2 أي أكل خمسة أيام وصوم اليومين المتبقيين من الأسبوع مع الإلتزام بوجبات صحية مقيدة بكمٍّ محدودٍ من السعرات الحرارية .
وقد أفادت التقارير الطبية المقدمة أن هاته الحمية من شأنها تمديد عمر الإنسان، لكونها تتلاءم مع نمط تغذيته الطبيعي حسب الخبير ماتياس ريدل القائل ' إن المناوبة ببن أوقات الصيام وأوقات الطعام تنسجم مع الأسلوب الطبيعي للحياة ، وهذه المناوبة بمثابة التغذية المناسبة للبشر'
إن الصيام عندما يتم بالشكل الصحيح يعمل على تجديد الجسم وتقوية جهازه المناعي والهضمي هذا الأخير الذي يحظى بفترة استراحة أوقات الإمساك عن الطعام مما يتيح له فرصة التخلص من السموم المتراكمة على مدار العام ، مثل ما أفادته أخصائية التغذية كلير ماهي في حديثها مع قناة الجزيرة أن : الصيام يسمح للأمعاء بتنظيف وتقوية البطانة . ويمكن أن يحفز أيضا عملية تسمى البلعمة الذاتية ، حيث تقوم الخلايا بالتطهير الذاتي وإزالة الجزيئات التالفة والخطرة .
" أنا على يقين من أن الصوم سوف يكتسي أهمية خاصة في خلال 10 سنوات بكل بساطة لأن الطب التقليدي لم يقدم الحلول اللازمة " أندرياس ميتشالسين مدير خدمة الطب الطبيعي في مستشفى شاريتيه ببرلين
لم تعد هناك مرية في منافع الصيام الهائلة على ثلاثية السلامة الصحية للإنسان : الجسد والنفس والروح ، وسيظل العلم يكشف خباياها إلى أمد غير معلوم .
إلا أن هناك نقطة تستوجب الإشارة إليها وهي أنه من الوارد أن يحصل في الأيام الأولى من الصوم بعض الخمول وهذا أمر طبيعي يعزوه العارفون لتغيير مواقيت ونمط الغذاء لكن إن استمر معك التعب طوال الشهر فتأكد أن هناك خللا في صيامك حري بك مراجعته بغية تصحيحه لأن الثابت علميا أن طاقة الجسم وقوة تحمله تزيد بالصيام ولا تنقص ، بدليل أن عدد من أشهر الغزوات الإسلامية وأكبرها كانت في شهر رمضان .. يقول الدكتور ماك فادون " إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضا ؛ لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض ثقيلا قليل النشاط ، وإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه حتى يصفو صفاء تاما ويسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد على 20 يوما بعد الإفطار ، فيحس بقوة ونشاط لا عهد لهما من قبل "
لكن وحتى تتم الإستفادة القصوى من ممارسة الصيام هناك إرشادات روحية فصلها الهدي النبوي ، وأخرى غذائية يؤكد الخبراء على ضرورة الحرص عليها طيلة الشهر الفضيل من بينها :
- افتتح إفطارك بحبات من التمر الذي يعد غذاء ممتازا يزود الجسم بالسكريات النباتية والمغنيسيوم والبوتاسيوم
- احرص على تناول إفطار صحي متوازن يحتوي على المغذيات التي تمدك بالطاقة وتجنب ما أمكن المقليات والأكلات الغنية بالسكريات
- احرص على تضمين طاولة الإفطار لطبق سلطة مشكل ببعض خضروات الموسم مع نسبة قليلة من زيت الزيتون
- اشرب السوائل بكميات كافية بما في ذلك الماء وعصائر الفواكه الطازجة حفاظا على رطوبة جسمك
- ابتعد عن الإسراف في تناول الطعام بكميات كبيرة
ودمتم بسلام ووئام - مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...