F
ميابيلا ميابيلا
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...

تأملات حول حادثة بوقنادل


تأملات حول حادثة بوقنادل


تأملات حول حادثة بوقنادل
تأملات حول حادثة بوقنادل



    أردت أن تخرج الخطرات هادئة من بين ثنايا السطور، كقطرات لجين في غاية الرقة والوداعة، خالية من أشجان الأفئدة الملتاعة.. ولكنها أبت إلا التعبير عما تراه من أحداث لها البلاد تمور، وإن سئمت الصفحات ما يُدسّ في بياضها من بَثّ الصدور . لعلها تحث الخير الفطري الكامن بداخل النفوس الآدمية الذي يطمر أحيانا بالأنانية والتمركز حول الذات الوهمية .
ان ما أظهرته مؤخرا فاجعة قطار بوقنادل التي اهتز لها الشارع من تناقض في ردود الافعال استوجب الوقوف عنده قليلا ، فبينما استبشرنا خيرا ببادرة مواطنين حركتهم ايجابيتهم وشعورهم النبيل للتبرع بالدم لانقاذ الضحايا ، وسارع آخرون لفتح بيوتهم ووضع سياراتهم رهن إشارة لكل من تقطعت بهم السبل . بوادر أثبتت أن الخير لازال متأصلا لدى فئة من المغاربة . على عكس ما قام به بعض سائقي الأجرة الذين رفعوا تسعيرة النقل غير مبالين بما يقتضيه الظرف انسانيا . 
ما أثار عجبي أكثر هو ما قام به أشخاص عديموا الضمير من سرقات لأغراض ضحايا الحادثة مستغلين غياب رجال الأمن ، لم تتحرك مشاعرهم لبشاعة المنظر وسط دماء وأشلاء المصابين وأنينهم.. ألهذه الدرجة وصلت اللامبالاة ! كيف ضعف الاحساس الانساني ووهن ؟ أين تكاثفنا وقت المحن ؟ أيعقل ان يأكل بعضنا بعضا في حضن الوطن !
تغيرنا كثيرا يا بلدي وصرنا مجرد مكن ، نكد ونتحرك لجلب القوت دون أن نحقق أسباب الطمأنينة والسكن ، حتى صدئت القلوب وأصابها العفن .

دمتم بسلام ووئام مليكة

عن الكاتب

مليكة بالكشة صانعة محتوى وكاتبة مقالات على عدة مواقع، متتبعة لسبل التعليم الذاتي والتطوير المستمر، تم اختياري في 2015 سفيرة لمنصة إدراك التي نهلت من مبادراتها الكثير. كنت أول مغربية تحظى بهذا اللقب، واعتبرته وساما وشّح مسار تعلمي، شحذ همتي لطموحات اخرى في الانترنت الذي أتاح لي فرصا ما كانت لتحقق لولا تيسير الله للجني من محامده التي لا تجحد. مما رسّخ قناعتي بأن أفضل سبيل للتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقنا، هو الإنجاز والصمود أمام المواقف ومواجهتها بمرونة وعدم تشنج أوانفعال. ولإيماني بأن تغيير نمطية التفكير عندما يكون بفلسفة المحبة تكون طاقته أعلى في التأثير، حركتني عاطفة جياشة لتأسيس مابيلا، التي أشارك بها تجربتي كما تجارب إنسانية أخر ربما تنفع أو تعين شخصا، بطريقة ما، في تحسين جودة حياته، كما أدوّن أفكارا في مواضيع حياتية مجتمعية أناقشها ليس كطبيبة، ولا مختصة، وإنما كإنسانة تعلمت مما جادت به مواقف الحياة المختلفة، بعد تجربة مرضية غيرت مجرى حياتي بالكامل.. وجعلتني أصمد وأقف قوية في أشد حالات الضعف.. وعلمتني بأن ما ندركه في أوقات الألم لا ندركه أبدا في أوقات الدعة والدلال.. وأن ما نمر به يوميا من محن ومرارات ليس عبثيا.. بل حكمة الهية لتغيير اتجاه بوصلة قلوبنا للأوبة الخالصة إليه سبحانه.. مليكة بالكشة

التعليقات

No

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ميابيلا