F
ميابيلا ميابيلا
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...

طمأنينة الأسرة .. إلى أين ؟


طمأنينة الأسرة .. إلى أين ؟

طمأنينة الأسرة .. إلى أين ؟ الخلافات الاسرية واثرها على الاطفال اسباب الخلافات الاسرية اثر الخلافات الاسرية على الابناء
طمأنينة الأسرة .. إلى أين ؟




قيل عنها المؤسسة الأولى والمدرسة الأم ، وقيل هي النواة وسر استمرار الحياة ، واللبنة الأساس التي لا يكتمل البناء إلا بها .. إنها ذؤابة الأمر وزمامه ، ودرة المجتمع وقوامه ..

تلك هي الأسرة مضمونا ومعنى ، لو استرسلت في بسط معانيها المخبوءة ما كفاني بياض الصفحات ، وما ذلك إلا لشرفها ودورها الريادي في تنشئة الأجيال وبناء صرح المجتمع، والحفاظ على تماسكه . من هنا كان من البداهة أن يعطيها التشريع نوعا من القداسة ، ويوليها عناية فائقة ، بسن مجموعة من القوانين حفاظا على استقرارها ، وضمانا لطمأنينة وسكينة أفرادها داخل نسيجهم المصغر، كي ينخرطوا بانسيابية في النسيج الأكبر لتفعيل أدوارهم وأداء رسالتهم السامية ، متحملين أعباء الحياة ، غير مبالين بإرهاصاتها ..

إن المؤسسة الأسرية هي المعين الأول لإشباع الرغبات الفطرية ، والوعاء الذي يلبي جميع احتياجات الزوجين والأطفال في جو من الاحترام ، التناغم والتفاعل الإيجابي ، فتسود المودة والرحمة ، ويتجلى العطاء في أبهى صوره ، ولعل من أنبل الخدمات وأعظم الانجازات حقيقة هي تلك التي تنضوي في إطار هذا الرباط المقدس . 

بيد أن تغير ملامح الحياة المعاصرة ، وكثرة متطلباتها، ودخول عوامل عولمية إن صحت العبارة على الخط لا تناصر القيم الأسرية ، أمام الجهل المركب لدى شريحة مهمة سايرت المستجدات ولم تتفاعل معها بشكل صحيح ، أدى إلى انفراط عقد الأسرة وضياعه في فجاج التحديات وشعابها، وانغمسنا في البحث عن سبل توفير الحياة الرغدة والطمأنينة المادية الصرفة ، غافلين تماما عن الطمأنينة النفسية العاطفية ، مما أدى إلى تآكل ركائز الأسرة من حيث ندري أو لا ندري ، وسقوط هيبتها وسلطتها في الرغام .

كيف طمأنينة الأسرة ؟

إن الـمرء بطبيعته يضعف ، فلا يستطيع مواجهة الصعاب منفردا في معترك الحياة الصعب ، مهما تكن صلابته ورباطة جأشه ، فكانت الحاجة ملحة لسكن دافــئ يحتوي القلب ويغسل الكآبة ، يزرع الأمل ، ويشعر بالأمـان . 
غير أن توالي الأحداث ، والانشغال بلقمة العيش، زاد من وطأة المنغصات وقطع قنوات الاتصال الفعال بين قطبي البيت وعماده ، وأضحت المشاحنات ديمة حياة الأزواج ، يرميان بعضهما بالتقصير، متناسيان العشرة الجميلة والحب الكبير، فساد البرود وعم الشرود وانتقلت العدوى تدريجيا من الأصول إلى الفروع . 
فما كان إلا أن تبددت طمأنينة الأسرة و سكينة أفرادها، في ظل وجود احتياجات عاطفية دفينة، وتقوقع كل فرد على نفسه، يعاني حالة التيه في البحث عن بدائل عساها تغنيه وتروي ظمأه .
فلا غرو إذن ، في نوعية المشاكل والكم الهائل للقضايا التي تمطر على محاكم الأسرة لأسباب واهية بل سخيفة أحيانا ، والتي تؤدي في الغالب إلى الطلاق ، تاركة وراءها ضحايا ومعطوبين جدد ، يضافون إلى لائحة المطرودين من جنان الدفء والأمان ، يترنحون بين الأهواء ، ويتخبطون خبط عشواء في واقع يغذي سقم النفس ويزيد من سطحية التفكير .

إنها هزات ترتج لها أركان البيوت في يومنا هذا إلا ما رحم ربي ، بعضها استشعر خطورتها فاشتكى ، وبعضهم يكتوي بنارها في صمت . والسبب الرئيس الجفاف العاطفي ، الذي جعل الحبل سائبا تهوي به بوارح المشاكل في مكان سحيق .

    خلاصة القول ، فإن إحياء البيئة الأسرية برحمة الحب ❤ ضرورة يجب أن تتصدر طليعة الاهتمامات ، فذاك هو طوق النجاة الذي يجعل النسيج يصمد أمام قسوة الظروف وعواصف الحداثة .

ودمتم بسلام ووئام - مليكة

مقالات مرتبطة :

عن الكاتب

مليكة بالكشة صانعة محتوى وكاتبة مقالات على عدة مواقع، متتبعة لسبل التعليم الذاتي والتطوير المستمر، تم اختياري في 2015 سفيرة لمنصة إدراك التي نهلت من مبادراتها الكثير. كنت أول مغربية تحظى بهذا اللقب، واعتبرته وساما وشّح مسار تعلمي، شحذ همتي لطموحات اخرى في الانترنت الذي أتاح لي فرصا ما كانت لتحقق لولا تيسير الله للجني من محامده التي لا تجحد. مما رسّخ قناعتي بأن أفضل سبيل للتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقنا، هو الإنجاز والصمود أمام المواقف ومواجهتها بمرونة وعدم تشنج أوانفعال. ولإيماني بأن تغيير نمطية التفكير عندما يكون بفلسفة المحبة تكون طاقته أعلى في التأثير، حركتني عاطفة جياشة لتأسيس مابيلا، التي أشارك بها تجربتي كما تجارب إنسانية أخر ربما تنفع أو تعين شخصا، بطريقة ما، في تحسين جودة حياته، كما أدوّن أفكارا في مواضيع حياتية مجتمعية أناقشها ليس كطبيبة، ولا مختصة، وإنما كإنسانة تعلمت مما جادت به مواقف الحياة المختلفة، بعد تجربة مرضية غيرت مجرى حياتي بالكامل.. وجعلتني أصمد وأقف قوية في أشد حالات الضعف.. وعلمتني بأن ما ندركه في أوقات الألم لا ندركه أبدا في أوقات الدعة والدلال.. وأن ما نمر به يوميا من محن ومرارات ليس عبثيا.. بل حكمة الهية لتغيير اتجاه بوصلة قلوبنا للأوبة الخالصة إليه سبحانه.. مليكة بالكشة

التعليقات

No

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ميابيلا