طمأنينة الأسرة .. إلى أين ؟
![]() |
طمأنينة الأسرة .. إلى أين ؟ |
قيل عنها المؤسسة الأولى والمدرسة الأم ، وقيل هي النواة وسر استمرار الحياة ، واللبنة الأساس التي لا يكتمل البناء إلا بها .. إنها ذؤابة الأمر وزمامه ، ودرة المجتمع وقوامه ..
تلك هي الأسرة مضمونا ومعنى ، لو استرسلت في بسط معانيها المخبوءة ما كفاني بياض الصفحات ، وما ذلك إلا لشرفها ودورها الريادي في تنشئة الأجيال وبناء صرح المجتمع، والحفاظ على تماسكه . من هنا كان من البداهة أن يعطيها التشريع نوعا من القداسة ، ويوليها عناية فائقة ، بسن مجموعة من القوانين حفاظا على استقرارها ، وضمانا لطمأنينة وسكينة أفرادها داخل نسيجهم المصغر، كي ينخرطوا بانسيابية في النسيج الأكبر لتفعيل أدوارهم وأداء رسالتهم السامية ، متحملين أعباء الحياة ، غير مبالين بإرهاصاتها ..
إن المؤسسة الأسرية هي المعين الأول لإشباع الرغبات الفطرية ، والوعاء الذي يلبي جميع احتياجات الزوجين والأطفال في جو من الاحترام ، التناغم والتفاعل الإيجابي ، فتسود المودة والرحمة ، ويتجلى العطاء في أبهى صوره ، ولعل من أنبل الخدمات وأعظم الانجازات حقيقة هي تلك التي تنضوي في إطار هذا الرباط المقدس .
بيد أن تغير ملامح الحياة المعاصرة ، وكثرة متطلباتها، ودخول عوامل عولمية إن صحت العبارة على الخط لا تناصر القيم الأسرية ، أمام الجهل المركب لدى شريحة مهمة سايرت المستجدات ولم تتفاعل معها بشكل صحيح ، أدى إلى انفراط عقد الأسرة وضياعه في فجاج التحديات وشعابها، وانغمسنا في البحث عن سبل توفير الحياة الرغدة والطمأنينة المادية الصرفة ، غافلين تماما عن الطمأنينة النفسية العاطفية ، مما أدى إلى تآكل ركائز الأسرة من حيث ندري أو لا ندري ، وسقوط هيبتها وسلطتها في الرغام .
كيف طمأنينة الأسرة ؟
إن الـمرء بطبيعته يضعف ، فلا يستطيع مواجهة الصعاب منفردا في معترك الحياة الصعب ، مهما تكن صلابته ورباطة جأشه ، فكانت الحاجة ملحة لسكن دافــئ يحتوي القلب ويغسل الكآبة ، يزرع الأمل ، ويشعر بالأمـان .
غير أن توالي الأحداث ، والانشغال بلقمة العيش، زاد من وطأة المنغصات وقطع قنوات الاتصال الفعال بين قطبي البيت وعماده ، وأضحت المشاحنات ديمة حياة الأزواج ، يرميان بعضهما بالتقصير، متناسيان العشرة الجميلة والحب الكبير، فساد البرود وعم الشرود وانتقلت العدوى تدريجيا من الأصول إلى الفروع .
فما كان إلا أن تبددت طمأنينة الأسرة و سكينة أفرادها، في ظل وجود احتياجات عاطفية دفينة، وتقوقع كل فرد على نفسه، يعاني حالة التيه في البحث عن بدائل عساها تغنيه وتروي ظمأه .
فلا غرو إذن ، في نوعية المشاكل والكم الهائل للقضايا التي تمطر على محاكم الأسرة لأسباب واهية بل سخيفة أحيانا ، والتي تؤدي في الغالب إلى الطلاق ، تاركة وراءها ضحايا ومعطوبين جدد ، يضافون إلى لائحة المطرودين من جنان الدفء والأمان ، يترنحون بين الأهواء ، ويتخبطون خبط عشواء في واقع يغذي سقم النفس ويزيد من سطحية التفكير .
إنها هزات ترتج لها أركان البيوت في يومنا هذا إلا ما رحم ربي ، بعضها استشعر خطورتها فاشتكى ، وبعضهم يكتوي بنارها في صمت . والسبب الرئيس الجفاف العاطفي ، الذي جعل الحبل سائبا تهوي به بوارح المشاكل في مكان سحيق .
خلاصة القول ، فإن إحياء البيئة الأسرية برحمة الحب ❤ ضرورة يجب أن تتصدر طليعة الاهتمامات ، فذاك هو طوق النجاة الذي يجعل النسيج يصمد أمام قسوة الظروف وعواصف الحداثة .
ودمتم بسلام ووئام - مليكة
مقالات مرتبطة :
فلا غرو إذن ، في نوعية المشاكل والكم الهائل للقضايا التي تمطر على محاكم الأسرة لأسباب واهية بل سخيفة أحيانا ، والتي تؤدي في الغالب إلى الطلاق ، تاركة وراءها ضحايا ومعطوبين جدد ، يضافون إلى لائحة المطرودين من جنان الدفء والأمان ، يترنحون بين الأهواء ، ويتخبطون خبط عشواء في واقع يغذي سقم النفس ويزيد من سطحية التفكير .
إنها هزات ترتج لها أركان البيوت في يومنا هذا إلا ما رحم ربي ، بعضها استشعر خطورتها فاشتكى ، وبعضهم يكتوي بنارها في صمت . والسبب الرئيس الجفاف العاطفي ، الذي جعل الحبل سائبا تهوي به بوارح المشاكل في مكان سحيق .
خلاصة القول ، فإن إحياء البيئة الأسرية برحمة الحب ❤ ضرورة يجب أن تتصدر طليعة الاهتمامات ، فذاك هو طوق النجاة الذي يجعل النسيج يصمد أمام قسوة الظروف وعواصف الحداثة .
ودمتم بسلام ووئام - مليكة
مقالات مرتبطة :
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...