عندما يتحدث القدر فتخرس ألسنة التدبير
" إن شأن النّاس في الدنيا غريب يلهون والقدر جاد وينسون وكل ذرة في أجسامهم محسوبة عليهم " الغزالي
يتحدث القدر ، فتخرس ألسنة التدبير ، والاحتياج يذهب بماء الوجه ، ويدحض التقدير ، فيصبح اليوم دهرًا ، والناس يتغيرون من حولك ويزيدونك قهرًا ، فيتحول العيش كدرًا ، وتتبدل الحياة غير الحياة ، يمر الوقت فيها بطيئا كئيبا ، يـغـتال بوحشية أي فرحة في مــهـدها . ولولا فسحة الرجــــاء في أمل قريب لا يخيب ، وحسن ظن برب رؤوف مجيب ، ما استطاع إنسان أن يعيش في سجن الدنيا الرهـيـــب .
فكم نود أن تمر الأيام بسرعة لتقربنا لفرج موعود طال انتظاره ، لعل السفينة ترسو بعد رحلة عناء طويــــــــلة .
والصبر في النائبات صعب
عندما يمر الانسان بتجربة مرضية يستيقظ من غفلته ، ويتحسر على كل دقيقة مرت لم يدرك فيها بحق كم هي عظيمة نعم الله . فيرى بعين الحقيقة كم كان يستر له الله من العيوب ، وكم كان مفضلا ، مستغــــنيا بالصحة عن كثير ممن خلق تفضيلا .. والله ما قدرناه حق قدره وما عبدناه حق عبادته وما حمدناه حق حمده .
قد نردد كلمات الحمد والثناء لخالقنا الكريم جل في علاه ، وقد نصلي ونذكر ، ونتلو كتابه سبحانه، لكن صدقني ، حين نكون في قلب المحنة يكون الحال مختلفا تماما ؛ احساسنا بآلائه.. حبنا له سبحانه ، دعاؤنا ، مناجاتنا .. ذكرنا له .. تعظيمنا إياه .. ثناؤنا عليه .. انكسارنا بين يديه ..
وكلما عـــــــتا المرض واستعصى علاجه وعز دواؤه ، كلما اشتد إلحاحنا في الدعاء وزاد يقيـــننا في قدرته ورحمته وحكمته .
دمتم بسلام ووئام مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...