أغرب من الخيال : قصة مالك 120 بنك في استراليا ونيوزيلاندا
![]() |
أغرب من الخيال : قصة مالك 120 بنك في استراليا ونيوزيلاندا |
قصة ميكائيل كروسلاند أصغر مدير مبيعات لأهم كبريات الشركات في العالم ومالك لـ 120 بنك في كل من استراليا ونيوزيلاندا
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
فتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
شخصت حالته بورم في الجهاز العصبي المركزي من الدرجة الرابعة ، قالوا لأمه عودي به إلى البيت فلا أمل له في النجاة وليس بمقدورنا فعل شيء .
أي أم مكانها كانت ستبكي وربما تنهار وتفقد وعيها بيد أنها أجابت على البديهة قائلة : أنا لم أسأل عن فرص موت طفلي أنا أريد أن أعرف كم فرص عيشه .
تمسكت بـالأمل اليسير الذي منحوها ، وفي اليوم التالي أتى طبيب من أمريكا يحمل معه قشة أمل أخبرها نبأ عقار جديد لا يزال قيد التجربة يسمى DTAC ولأول مرة سيجرب على 25 طفل ، فقررت فورا أن يكون صغيرها من بينهم .
طفق الأطفال الخمس والعشرين بتناول الدواء ، وفي غضون شهر واحد توفي 20 منهم. كانت أم مكائيل ترقب المشهد ويدها على قلبها خشية أن يحين دور صغيرها في الرحيل . وخلال 90 يوما مات الأربعة الآخرين وكان هو الناجي الوحيد .
بعد مدة سُمح أخيرا له بمغادرة المستشفى ، فأقفل برفقة امه عائدا إلى المنزل يحملان روشيتة ممنوعات تلزمه الفراش وتمنعه من عيش حياة طبيعية طيلة مرحلة طفولته ، وإن بلغ سن المراهقة فتكون معجزة إلهية .
بيد أن إرادة أمه تأبَّت التسليم بما نبِّئت به ، واختارت مرة ثانية أن تساهم في تحقيق حلم ابنها عندما حدثها يوما برغبته في لعب كرة البيسبول في الولايات المتحدة الأمريكية . آمنت بأحقيته في الحلم والطموح كحياة آتية إلى الحياة .
لم تنظر لانتكاساته الصحية ، وتردده المتكرر على المستشفى لتلقي العلاج ، بل كانت تنظر لبريق الأمل في عينيه فيتراءى لها الحلم حقيقة. ورغم تعرضه لأول نوبة قلبية في سن 12، واصابته بالحمى الغددية والتهاب السحايا ، فقد تمكن من توقيع عقد للعيش في أمريكا ولعب البيسبول تماما كما كان يأمل. سطع نجمه وتوالت انجازاته طوال خمس سنوات . وفي يوم من أصعب الأيام بينما كان يلعب مباراة في فينيكس بولاية أريزونا باغتته أزمة قلبية مجددا ، ولم يستيقظ إلا هو في المستشفى، فانتهت مسيرته الرياضية وعاد إلى موطنه خائر العزم .
تلك ديدن الحياة هي مثل قطار الموت ؛ تأتي المرء في أوج قمته وعزه ، تنتزعه انتزاعا من فوق عرش مجده وقوته ، وتسلب منه بنبضة قلب ما صنعه بكد .
تأزمت نفسية الشاب وأضحى فريسة للإحباط ، تراوده أمنية الموت مرارا وتلوكه الهواجس والأفكار، وبات يرى صروف الدهر غير منصفة معه .. لكن ذاكرته ظلت زاخرة بوصايا أمه التي كانت تحثه على عدم الاستسلام وتلتقطه مرددة : يا بني لا يهم كم عدد المرات التي تسقط ولكن عدد المرات التي تعود فيها وتقف، وهذا ما يحدد حقا نوعية حياتك . يا بني صوب نحو القمر حتى إذا أخطأته أصبت النجوم .
مرت عاصفة الوجوم بسلام ووجد وظيفة بأحد البنوك ، وفي يومه الثالث لاستلامه العمل بادره رئيسه التنفيدي أثناء محادثة ثنائية بينهما: أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن ؟ صمت لبرهة .. لم يدر ما يقول ، فتذكر ما تعلمه من مدرسة أمه وأجاب بـــثقة : في غضون خمس سنوات سآخذ منصبك .
وذلك ما كان فبعد مرور عام واحد أصبح ميكائيل فعلا أصغر مدير بنك في استراليا ، وظل يترقى إلى أن صار مدير ولاية . وفي غضون أربع سنوات كان أصغر مدير لتطوير المبيعات الوطنية لواحدة من كبريات الشركات في العالم. ثم أصبح مالكا لـ 120 بنك في استراليا ونيوزيلاندا يشتغل تحت إمرته 600 موظف وهو لم يتجاوز 23 سنة .
تزوج ميكائيل واشترى منزلا فخما بقيمة مليون دولار وسيارة رياضية. وفي 16 يونيو 2017 حان الوقت ليرد الدين لأعظم هدية منحت له، لأكثر انـسان ضحى بالكثير لأجله ، وكان له عظيم الأثر في حياته ، لمن كانت تقف بثبات وتبتسم أمام النوازل لتؤازره : كل شيء سيكون على ما يرام .. حان الوقت ليهدي أمه بيتا اعترافا يسيرا لها بالفضل لما وصل إليه .
لا شيء يصيرنا عظماء مثل الألم العظيم قاسم أمين
مشوار ميكائيل المليئ بالتحديات لم ينته بعد، فقد اكتشف الأطباء أربعة أورام خبيثة في حنجرته ، وعندما سألته والدته طمأنها بنفس جوابها لما كان يستفسرها عم يقوله الطبيب بشأن وضعه الصحي : كل شيء سيكون على ما يرام .
بمثل هاته الهمم والقمم يبلغ المرء المرام ، ويكون كل شيء على ما يرام . ولكل منا خياراته في الحياة ؛ إما الصمود والثبات وإما الاقرار بالانهزام ..
لكن كن على يقين بأنك عندما تختار فإنك تصيغ مستقبلك وتشكله بنفس الطريقة التي تم بها الاختيار..
فحين تصرعنا الحياة فنحن وحدنا نقرر الإنكسار.. ونستسلم لحكم الأقدار .. أو ننهض ونتمم المشوار بعزم واصرار .. نحن من نملك اتخاذ القرار .. ووحدنا من يتحمل مسؤولية ذلك ..
تسلح باللايمان وامض في طريقك ولا تتوقع من أحد أن يزيح عن طريقك الأشواك والأحجار . ثق بالله ولا ترتب في حسن تدبيره لك ، وآمن بقدراتك ولا تسلم زمام أمرك لمن يشغل بالك بتوافه الأمور، ويركز نظرك على نقاط ضعفك.
وطوبى لمؤمن ثبت في أحواله كلها فظفر بالأجرين . قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن : إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ } رواه مسلم
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...