![]() |
العزلة الاجتماعية وتأثيرها في مناعة الجسم |
تؤثر العزلة الاجتماعية في الآلية المناعية التي تذود عن سلامة الجسم من الأمراض بما تسببه من اضطرابات نفسية ، كان هذا مفاد حصيلة بسطتها مجلة وقائع الأمريكية وفق دراسة أجريت عام 2015 لتثبِّت ما أعلنته صحيفة نيويورك تايمز سنة 2013 بكون العزلة الاجتماعية تزيد من معدل إفراز هرمون الكورتزول المجلب للتوتر. ليس هذا فحسب ولكنها قد تؤدي لتغيرات في خلايا الجسم تفضي لمشكلات عضوية ومناعية لا حصر لها كما ادعى باحثون من جامعة شيكاغو .
وعند كبار السن تشير دراسات إلى وجود ارتباط وثيق بين الشعور بالوحدة العاطفية و العزلة الاجتماعية ومرض الزهايمر، يقول الدكتور دونونفان " إن هناك أدلة قاطعة على العلاقة بين تفاقم الأعراض الاكتئابية وتدهور الإدراك من الحالة الطبيعية إلى الضعف الإدراكي ومن ضعف الإدراك إلى الخرف "
وتصرح الأخصائية الاكلينيكية ناتالي ثيودور بأنه بدون تواصل اجتماعي غالبًا ما يشعر الناس بالعزلة النفسية ، مما يؤدي بهم إلى الاكتئاب أو القلق .
وما ذلك بغريب لأن الإنسان إجتماعي بطبعه ، يأنس بغيره ويؤنِس غيره ، ويستحيل في أي حال من الأحوال أن يعيش عمره في عزلة إجتماعية . يحدث أن يحتاج لاعتزال الناس في خلوة اختيارية مؤقتة ، لكن أن يبقى فيها أبدا فذلك ضرب من خلل لا ريب فيه .
" إن وجود دعم موثوق به يقطع شوطًا طويلًا في تقليل التوتر في حياتنا ، مما يجعلنا أكثر سعادة وصحة بشكل عام " تيودور
إن التواصل الإجتماعي وربط صلات إيجابية ضرورة للإنسان يدعم شعوره بالتقبل والأمان ، ويحمي مناعته النفسية والجسدية ، كما ينمي مداركه المعرفية . وعندما نقول تواصل إجتماعي فإننا نخص التواصل المتفاعل الفعال بأثره النفعي على النفس ، لا التواصل المقتصر على عدد الإعجابات والتعليقات في صفحات السوشل ميديا التي كانت سببا رئيسا في انزواء الإنسان المعاصر، وانسحابه من عالمه الحقيقي إلى العالم الإفتراضي المزيف .
قد يبدو تكوين صداقات افتراضية أمرا ميسرا يصعب تحقيقه في محيط اجتماعي حميمي، وقد يكون وسيلة للفرار من علاقات مؤذية في تجارب حياتية ، بيد أنها غير ذلك في الحقيقة حتى وإن تبين لنا العكس في موقف من المواقف ، لأنها تفتقر للثقة ومشاركة فعلية تحمي العلاقة من التلاشي ، وتفاعل مباشر يلوذ به الشخص آناء الشدة والملمات ..
" التواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت لا يلبي احتياجاتنا المتعلقة بالاتصال والحميمية بالطريقة نفسها التي يمكن بها التواصل مع الآخرين " تيودور
علاج العزلة الاجتماعية ؟
التفاعل الإجتماعي هو السبيل للتخلص من العزلة و الشعور بالوحدة من خلال صداقات حقيقية مع أشخاص نثق بهم ، ونخلق معهم بيئة حميمية تنقذنا من الشعور بالوحدة القاتل . وقد يكون الانخراط في عمل جمعوي من الخطوات الناجعة للخروج من العزلة والالتقاء بأشخاص انسانيين ولكن يجب أن تقبل الناس على طبيعتهم ، ونغض الطرف عن نقائصهم ؛ لأننا لسنا مثاليين وينبغي أن لا نتوقع المثالية من أحد يكفي حصول ذاك التقارب الفكري والإنسجام النفسي الذي يحث العلاقة على الإستمرار.فإن قدر ولم تستمر فالأمر عادي وليمضي كل طرف لحال سبيله ، ولنضف التجربة إلى رصيد تجاربنا في هذه الحياة، ولنستحضر دوما قول رسول الرحمة عليه صلوات ربي وسلامه { المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس }
ودمتم بسلام ووئام مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...