ندقق في أدق تفاصيل الأخطاء التي يرتكبها أبناؤنا، ونحاسب على التافه منها، كغفلتهم عن تفريش أسنانهم يوميا، سهوهم عن بعض واجباتهم، مشاجراتهم مع بعضهم البعض ، وعدم تطبيق توجيهاتنا كما تقال لهم وغيرها .. ومن قوة خوفنا وحرصنا كأمهات نوجه عدسات المراقبة ترصد سكناتهم وحركاتهم، وفي حالة تسجيل أدنى هفوة نفقد أعصابنا، وننفعل بشدة.
أخطاء الأبناء لا تحتاج جميعا إلى تصحيح، فبعضها التغافـل عنه يـكون أصوب، ولا يـستحق حتى الوقوف عــنده ، وبعضها يكون هدية من القدر ننتهزه في تعليمهم خطوات تصحيح المسار ، ومهارات استخلاص الدروس عمليا ، وكذلك هدية ليتعلموا بأنفسهم من كبواتهم وإخفاقاتهم .
' من لم يخطئ لن يتعلم ' إن ما يتعلمه أبناؤنا من أخطائهم أعمق أثرا مما نلقّنه لهم مرات ومرات على مدى سنوات. والأخطاء هي سبيل التمحيص الفعلية لمدى تطبيقهم لما نحاول غرسه في قيمهم .
إذن ، فمن الضروري أن لا نضيق عليهم مساحة الخطأ حتى يتعلموا ، ويتمرنوا. لكن هذا لا يعني طبعا أن نترك المجال سائبا يفعلون كل ما يحلو لهم ، ويخطئون بلا حسيب أو رقيب. وإنما أن تكون المساحات بدرجات معقولة ومقبولة، وأن تبقى عيوننا عليهم حاضرة دون أن نشعرهم بأنهم مراقبين ، حتى نتدخل متى استلزم الأمر، وأن لا نكون صارمين أكثر من اللازم في ردة أفعالنا حتى نترك لهم فرصة التصحيح، ولا مثاليين في توقعاتنا ونظرتنا لهم .
المثالية في التربية من الأخطاء التربوية الشائعة، يقول الدكتور جاسم المطوع '' التربية الملائكية هي من أكبر الأخطاء التربوية عندما نتوقعها من أبنائنا، ونقصد بها التربية المثالية التي يمارسها الوالدان على أبنائهما وينظران إليهم وكأنهم ملائكة لا يخطئون ، فأكثر ما يزعج الوالدين ارتكاب أبنائهما للخطأ "
حاولي سيدتي ما أمكن أن لا تقعي في خطأ المثالية في تربيتك لأبنائك ، وتذكري أن للمنهج التربوي من منظور الدكتور جاسم أربع قواعد أساسية يجب التنبه إليها في تربيتنا لهم: أولها تربيتهم على الإستقامة، وتقبل الخطأ . ثانيها تربيتهم على الاعتذار، والعزم على عدم التكرار. ثالثا تربيتهم على عدم الإجهار بالمعصية. ورابعا تربيتهم على الإستشارة ، والإستعانة بشخص موثوق أو بالوالدين لإعانتهم وإرشادهم لتجاوز الخطأ " وأهم قاعدة أن نتجنب قطيعتهم كما تجنبها يعقوب عليه السلام مع أبنائه عندما ألقوا أخاهم يوسف في الجب . "
ودمت بسلام ووئام مليكة
شاهدي أيضا الإيحاء الإيجابي في تربية الطفل من هنا
الأم الإيجابية ومهارات احتواء الأبناء من هنا
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...