F
ميابيلا ميابيلا
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...

كبار بلغوا القمة بشكل فريد



أبطال مغاربة خارقون بطراز خاص بلغوا القمة بشكل فريد ، المغرب, المغاربة, ابطال, ابطال مغاربة, الابطال المغاربة, ابطال المغرب, البطل المغربي
قصص عربية


ليس المعاق بمعاق الجسم والأطراف إنما المعاق معاق الفكر والأخلاق


     في الحياة فرصتان فرصة تأتينا وفرصة نأتيها. من يتأملها يجدها تتقلب بين لحظتين؛ لحظة تصنعنا ولحظة نصنعها. أما التي تصنعنا فقد نختارها وقد لا نختارها، وأمـــا التي نصنعها فنحن من يــحيك أحداثها ويخلق حيثياتها وسيناريوهاتها. والبطولة كل البطولة أن نعيش اللحظتين بإبتسامة وشموخ يأبى الإنكسار، وتلك مفازة لا تسبر إلا عند الجُسّار. 

تدوينتي اليوم تصدح بترانيم الأمل عن كبار بلغوا القمة بشكل فريد ، رفضوا العيش على هامش الحياة ، وعاشوا لحظتيها وألوانها بانتصار جدير بالافتخار ، هممهم ضارعت شمم الجبال ، وصاروا لذويهم وسام شرف ، ومصدر إلهام لكل من بصر وعرف .

بطلنا الأول عبد النور الفديني 


بطل عالمي متوج في الباراتايكوندو

بطلنا الأول عبد النور الفديني


   حاصل على الإجازة في الأدب الفرنسي ، ودبلوم تقني متخصص في الصيـانة المعلومياتية ، ومؤسس جمعية التحدي والإصرار لأصحاب ذوي القدرات الخاصة ؛ هو المحارب الذي رأى ما لم يراه البعض من قوته الخارقة ، وواجه نظرة المجتمع الناقصة بقدراته الخلاقة ، وتمكن من تبوئ مراتب المجد السامقة . 


ولد ابن مدينة مكناس بمستشفى محمد الخامس في 19 يناير 1985 بدون يدين ، وكان اختلافه الذي لم يختره امتيازا ملازما له طيلة مساره الحياتي ، المليء بالتحديات . 


ففي سنة 1991 التحق بطلنا بمؤسسة بن بيطار ليكون منفردا أمام أول تحد يهيض الجناح ، بعيدا عن رعاية أسرته ، وحضن أمه التي أحوج ما يكون إليهما حدث في مثل عمره وظرفه . ورغم قساوة الموقف إلا أنه بدأ يـتأقلم ، و يتعلم آليات الإعتماد على النفس وسط جو عائلي حميم مع زملائه في السكن والدراسة . 


بداخلية بن بيطار عايش عبد النور حالات أشد وطئا من حالته ، أخذ عنهم أبجديات الصبر والأناة ، وتعلم منهم أساسيات الثبات. وهناك قدر له أن يلتقي بأستاذه عزيز البوديري خريج ذات المؤسسة ومديرها فيما بعد ، الذي علمه كيف يقف بنفسه دون الاعتماد على أحد . 


بعد هاته التجربة التي استمرت ست سنوات ، انتقل الشاب إلى مرحلة أخرى إحتك فيها بأسوياء من أقرانه في حرم إعدادية الفتح بمدينة الخميسات ، حيث اعتمد على نفسه كليا في شؤون حياته . مرحلة أعدّته لتجاوز الأحداث المتواترة في معترك الحياة بسلام وبطولة حنتت أصلب الرجال . كما أهلته لمنازلة خصومه في الحلبة كبطل رفع راية المغرب في بطولات دولية وعالمية ، إذ فاز بذهبية الألعاب الإفريقية ، وعدة بطولات عالمية : روسيا 2014 ، وتركيا 2015 ، و 2017 وآخرها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في نسختها لعام 2018  كرم فيها إلى جانب عدد من الرياضيين العرب البارزين كفاطمة الزهراء أبو فارس بطلة الألعاب الألـمبية في ريــاضة التايكواندو ، و لاعب الكرة المصري محمد صلاح . 

البطل الثاني عثمان مرشيد 



البطل الثاني عثمان مرشيد


  مولدته لم تقطع حبله السري عند ولادته أملا منها أن يغادر الحياة كما أتاها في صمت كئيب لم يحسن وفادته ، وأشارت نسوة من بلدة بني كليل على أمه بالتخلص منه أو منحه ' للمخزن ' يتكفل برعايته ؛ بدعوى أنها لن تقدر على القيام بذلك . هكذا كانت مراسيم استقبال عثمان مرشيد يوم 16 ماي سنة 1985 ، ولكن العناية الإلهية تلقفت الوليد ، و إرادته سبحانه آزرت إصراره على البقاء ، وفاجأ الجميع صبيحة اليوم الموالي ببقائه على قيد الحياة ، وحبله السري قد قطع بأمر ربه. ليبتدئ الفطيم صراعه الملحمي مع واقع مرير لا يعترف بحقوق أمثاله من ذوي الإعاقات ، أو لتقل كما قال صاحبنا عبد النور الفديني من ذوي القدرات الخاصة؛ لأنهم حقيقة أبطال خارقون بامتياز. 


لقد كانت حادثة ميلاده بلا أطراف بمثابة نازلة ، هزت أرجاء مدينة الفقيه بن صالح، بينما زادت الوالدين رضا وقبولا بعطية المولى، حيث اعتزما مجابهة الفقر المادي ، والفكري ، وضحالة الجهل الذي كان يغلف البيئة التي تحاصرهما . 


بطبيعة الواقع لم يكن الطريق ممهدا ، ولا كان ما لاقته الأسرة الصغيرة من عوائق العقليات ، وهشاشة المحيط المحبط بالأمر اليسير، لكن ما لاقاه عثمان من عناء إعاقته كان أشد بكثير. 


فما أن بلغ عثمان مبلغ التمدرس ، حتى أزمع وبصريمة الكبار الذهاب للمدرسة ، معرضا عن كل الأصوات المثبطة التي تثنيه عن قراره، والأنظار المحدقة بهيأته الضعيفة . وظل صـابرا لسنتين يـشهد الدروس لا كتلميذ فعلي ممتحن ، ولكن كمراقب عاجز عن الكتابة ، مثير للشفقة من منظور قاصري النظر والتفكير .. إلى أن تفضل أستاذ من أساتذته الأجلاء بمساعدته في التسجيل بشكل رسمي ضمن الصف الثالث مباشرة ، إذ أنهاه بتفوق فضله عن كل أقرانه ، وكذلك في الصف السادس الذي أحرز فيه على الرتبة الأولى في مجموع مدارس بـني وكيل مسقط رأسه، ليستمر بعد ذلك مساره المشرف طول امتداد سنواته الدراسية. 


ولما أيفع عثمان وبدأ يعي تماما حجم المعاناة التي تجرعها مذ سنه الأولى بدأت تراوده فكرة الهجرة صوب الضفة الأخرى إلتحاقا بوالده الذي كان مغربا في الديار الإيطالية ، وبالفعل تحقق أمله بتجمع عائلي سنة 2000 وغادر تراب الوطن بحثا عن وضع يكفل لأصحاب الإعاقات حياة كريمة تسهل عليهم صناديد القدر . 


ببلاد المهجر وجد الشاب اليافع ضالته ، وتحرر من نظرات الإشفاق والريبة ، فنجح واندمج في المجتمع الإيطالي كفرد عادي، وانغمس في النشاط الجمعوي بجمعية Aide moi مساعدا للمعاق ، ومساندا لحقوقه . ثم توجه إلى باريس رفقة زوجته وابنته عقب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بإيطاليا ليكمل مشواره الإنساني بسعيه نحو تأسيس جمعية في بلدته الأم تكون امتدادا لجمعية Aide moi تعنى بشؤون المعاقين ، وتقدم يد العون لهم . 


البطل الثالث صابر فطار نيكولاس فيوتتش المغرب


أبطال مغاربة خارقون بطراز خاص بلغوا القمة بشكل فريد ، المغرب, المغاربة, ابطال, ابطال مغاربة, الابطال المغاربة, ابطال المغرب, البطل المغربي


    قدومه إلى الدنيا بدون يدين ولا رجلين سنة 1979 كان حدثا استثنائيا تقبلته الأم خديجة عزيزي برحابة صبر بينما هي بعد في ربيعها التاسع عشر . لقد كان صابر فرحتها الثانية. سمته صابرا فكان له من إسمه النصيب الأوفر من الصبر والعزم ما أعانه في كفاحه الطويل ، إلى أن نال شواهد عليا بزّ بها الأصحاء داخل المغرب وخارجه . لقد اختار من مستهل حياته درب التحدي ، فتمرّس بالنوازل ، ولم يتضعضع يوما لقساوة الظروف ، وكسر بعزمه قاعدة المألوف . 


عاهدت الأم الصابرة ربّها منذ اللحظات الأولـى لـرؤيته أن تكون لولدهــا السند الداعم ، والعضد الملازم ما بقيت في الحياة ، فجنّدت نفسها لتكوينه وتعليمه ، فحرصت أن تعامله كما تعامل بكرها ، وإخوته العاديين من بعده كي لا يشعر أنه مختلف عنهم في شيء . 

ربت فيه قوة الشكيمة ، وروح العزيمة منذ نعومة أظفاره ، وحتى إنضمامه إلى مؤسسة تعليمية حكومية قريبة من البيت في مدينة البيضاء الكبرى ، فكانت تحمله على كتفيها إلى المدرسة ذهابا وإيابا ، في حين يتكفل شقيقه الأكبر أمين بحمله من قسم إلى قسم داخل أصوار المدرسة . 


ترعرع الفتيّ في كنف أسرة محبّة عاضدته في أوقات ضعفه ، وكرّمته قبل أن يكرمه المجتمع ، فكان مشواره المدرسي اليومي ذاك المليء بالعظات والتضحيات كفيل بأن يغرس في نفسه معنى العطاء ، وروح الوفاء لكل من علموه بمواقفهم معنى الإنسان بحق . 


ما كان للصابر المصابر أن يترك مجهوده ومجهود أسرته يذهب سدى ، ولكنه أصر على نيل السبق في تسنم ذروة النجاح على امتداد مساره التعليمي من الصفوف الإبتدائية إلى الصفوف الجامعية ، حيث تم تكريمه من قبل محافظ ولاية الدار البيضاء، ثم حظي بعد ذلك بالتفاتة مولوية مشهودة تحمل فيها الملك محمد السادس تكاليف دراسته خارج البلاد على نفقته الخاصة غداة حصوله على منحة دراسية في أحد الجامعات الأمريكية . 


ليبتدئ الشاب المثابر عام 2000 طورا جديدا في حياته بولاية واشنطن الأمريكية ، حيث شد الرحال إليها بمعية أمه التي كانت على العهد دائما رغم انفطار كبدها لترك زوجها وأبنائها الثلاث في المغرب لعدة سنوات .

لكن لم يكن من الأمر بد ، فمشوار تضحيات الأسرة من أجل صابر لا يمكن أن يتوقف في وجه طموحه هاهنا . 

توج نضال السنين بحصول صابر فطار على دبلومات عليا في إدارة الأعمال ،  وطدت له تقلد وظائف مهمة في عدة منظمات حكومية أمريكية احتفت بإرادته وكفاحه ، ما جعله ينضم للعمل التطوعي يبث الأمل في نفوس الطلبة والجنود الأمريكيين العائدين من الحروب كشخصية ناجحة ومؤثرة جديرة بالإقتداء . 


" أنا ولدت في المغرب وفخور بوطنيتي ، تجربتي في بلادي علمتني الكثير، وجعلتني رجلا صبورا ، ومكافحا لأحقق طموحي ، وأكون مثالا جيدا لكل إنسان " صابر فطار 

ربما يحدث أن يمر الإنسان بلحظات ضعف ، تشعره بفتور الهمة ، بيد أنه ما أن يرى أو يقرأ أو حتى يسمع عن كبار، أبطال وذوي عزم حتى يُسعف فيه الأمل ، مثل ما شعرت بينما كنت أحضر هاته المادة المتواضعة أمام قوة وإرادة لا تقهر . 


دمتم بسلام ووئام  مليكة 

عن الكاتب

مليكة بالكشة صانعة محتوى وكاتبة مقالات على عدة مواقع، متتبعة لسبل التعليم الذاتي والتطوير المستمر، تم اختياري في 2015 سفيرة لمنصة إدراك التي نهلت من مبادراتها الكثير. كنت أول مغربية تحظى بهذا اللقب، واعتبرته وساما وشّح مسار تعلمي، شحذ همتي لطموحات اخرى في الانترنت الذي أتاح لي فرصا ما كانت لتحقق لولا تيسير الله للجني من محامده التي لا تجحد. مما رسّخ قناعتي بأن أفضل سبيل للتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقنا، هو الإنجاز والصمود أمام المواقف ومواجهتها بمرونة وعدم تشنج أوانفعال. ولإيماني بأن تغيير نمطية التفكير عندما يكون بفلسفة المحبة تكون طاقته أعلى في التأثير، حركتني عاطفة جياشة لتأسيس مابيلا، التي أشارك بها تجربتي كما تجارب إنسانية أخر ربما تنفع أو تعين شخصا، بطريقة ما، في تحسين جودة حياته، كما أدوّن أفكارا في مواضيع حياتية مجتمعية أناقشها ليس كطبيبة، ولا مختصة، وإنما كإنسانة تعلمت مما جادت به مواقف الحياة المختلفة، بعد تجربة مرضية غيرت مجرى حياتي بالكامل.. وجعلتني أصمد وأقف قوية في أشد حالات الضعف.. وعلمتني بأن ما ندركه في أوقات الألم لا ندركه أبدا في أوقات الدعة والدلال.. وأن ما نمر به يوميا من محن ومرارات ليس عبثيا.. بل حكمة الهية لتغيير اتجاه بوصلة قلوبنا للأوبة الخالصة إليه سبحانه.. مليكة بالكشة

التعليقات

No

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ميابيلا