كتاب 146 طريقة للحب بين الزوجين قراءة أون لاين
![]() |
كتاب 146 طريقة للحب بين الزوجين قراءة أون لاين |
" فالتكوين النفسي والعاطفي للإنسان مصمم بحيث يجد الرجل ميلا طبعيا للجنس الأخر ، وفي المقابل تجد المرأة ميلا طبعيا للذكر ، وبهذا الميل المشترك يصلان إلى مرحلة الاندماج العاطفي المتكامل ، أي أن هذا الميل الجنسي يساهم في نمو الحب والعاطفة ، ويؤدي إلى تحقيق التكامل بينهما. "
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم آية21
لقد تعرضت على استحياء لأهمية هذا الموضوع الشائك في محور نجاح العلاقة الزوجية بمقال أسرار التناغم الزوجي ، ولم أجسر على ادراج مؤلف 146 طريقة للحب بين الزوجين في مابيلا لحساسيته وجرأته، ولكن فشل الكثير من الزيجات، وتزايد الشكاوى الزوجية المترتبة عن جهل كلا الزوجين لإيطار العلاقة السريرية أو تجاهل الأخطاء التي تحدث فيها، والمفضية لمنعطف الشقاق والفتور، أو الخيانة، هو الذي حثني لوضع كتاب الدكتور خليفة المحرزي القيم بين أيديكم للإستفادة منه، وأسأل الله أن يجعل أجر كل معلومة قدمها في ميزان حسناته، ويجزيه خير عن كل لبس بدّده لينير الزوج والزوجة دون كشف للحياء والستائر، ويرشدهما السبيل لتضميد الجرح الغائر، واحياء الحب الفاتر.
يقول الدكتور خليفة محمد المحرزي مستشار العلاقات الأسرية عن مرحلة الفتور التي تعتري الحياة الزوجية " عندما تصل بعض الحالات الزوجية إلى هذه المرحلة المتوترة ، تتحول حياة الشريكين إلى ما يشبه المنزل المهجور، حيث تبرز بعض الممارسات السلبية والتي تصبح كعلامات شاهدة على التوتر في المنزل: كالشجار المتكرر بين الزوجين ، والنكد المزمن، والملل الزوجي ، وكتمان المشاعر ، ناهيك عن تجاهل الطرف الثاني بصورة متكررة، والذي يكون مجرد عرض لمرض أساسي في العلاقة الحميمية : نتيجة الخوف والخجل من البوح بالمشكلة الأساسية أمام الآخرين ، فيتم التستر عليها والبحث عن بدائل أخرى لتوظيفها من أجل التحجج بوجود مشكلة زوجية قائمة ، إذن من الممكن أن تقع المرأة في بئر القلق الذي لا قرار له بسبب الجنس، ومن الممكن أن يفقد الرجل ثقته بنفسه... " وترواده التساؤلات - على حد تعبير د. خليفة - عن أسباب تدمر زوجته من حياتهما الزوجية التي أسسا بنيانها معا ؟ "وكيف اختفى الحب الذي كان راسخا في بداية الزواج ؟ لماذا فترت العلاقة وكيف أكسب رضاها و أسئلة كثيرة لا يجد لها الكثير من الرجال الإجابة الوافية ، ولا يعرفون أن مفاتیح الزوجة قد تحل ببعض الممارسات التي لاتكلف شيئا سوى حضن أو قبلة أو حتى بكلمة حلوة "
" وفجأة ينهار كل شيء ويتهدم البيت دون سابق إنذار ، ونفاجأ بدعاوى الطلاق والانفصال بين أروقة المحاكم إثر مشادة كلامية غاضبة أو موقف عاصف غير متزن ، يسوقه الطرفان لإقناع الآخرين بأسباب الطلاق كمبرر ، ولكنها غير السبب الذي يعلم الزوجان أنه السبب الحقيقي ، لأن كلا منهما يخفيه داخل نفسه ويعلم وحده ما آلت إليه هذه المشاعر ، ولا يحدث به أحدا حتى نفسه ، حتى لو سألته عن طبيعة العلاقة الجنسية بينهما ومدى تأثيرها على الطلاق ، أسرع بالإجابة بأن هذا الأمر لا يمثل أي مساحة في تفكيره؟ "
ويوضح الدكتور خلفيات هاته المرارة في ثلاث صور تعكس ما يعانيه الأزواج في الخفاء جراء علاقة لا تصل لمستوى الاشباع الجنسي المطلوب على حد تعبيره اما " الصورة الأولى : وهي عادة ما تسكت عنها الكثير من الزوجات فيما يتعلق بتصرفات شريكها الأرعن وأسلوبه في التعامل العاطفي المجرد من المشاعر والحاسيس الرومانسية ويفتقد أدنى المهارات في التعبير عن الحب ، فتطوي آلامها بين طيات قلبها لكي لا تجرحه بكلمات تؤدي إلى وقف العملية السريرية بينهما للأبد؛ عقابا لها على صراحتها، فتظل المشكلة شهورة طويلة دون أن يبادر الطرفان لعلاج المشكلة الدفينة.
والصورة الثانية : وفيها تبدو الأمور وكأنها تسير على ما يرام ، بينما النيران تتوهج من الغيظ تحت السطح ، فلا الزوج يحصل على ما يريد من احتياجات عاطفية وجنسية مشبعة ، ولا الزوجة تحصل عليه كذلك، فتستمر الحياة بهذه القسوة
وأما الصورة الثالثة : مع الأسف هي السائدة بين العديد من الأزواج ، وهي أن تستمر الحياة الزوجية حزينة كئيبة ، لا طعم لها ولا معنى يعكس مفهوم الحياة الزوجية ، مليئة بالتوترات والمشاحنات والملل والشكوى التي نبحث لها عن ألف سبب وسبب... إلا هذا السبب ! "
ومن ضمن ما ورد في ثنايا الكتاب استشارات مؤلمة مرت على الدكتور خليفة من بينها حالة تقول : «أنا سيدة متزوجة منذ ستة أشهر، وأعاني من زوج لا يقربني البتة ولا يعاشرني معاشرة الأزواج إلا إذا طلبت منه ذلك.." وزوج آخر يشتكي من نفور زوجته التي كانت تتملص دائما من العلاقة دون سبب وجيه، مرة تتعلل بالمرض ، ومرة بأن الأولاد لم يناموا بعد ، أو أن أحدا يطرق الباب. " الحالات التي تواترت على عيادة الدكتور أماطت اللثام عن أصل الإعتلال الذي يعتري علاقة الزوجين ، وكانت الهدف والغاية من تقديم نفائس النصح للزوجين.
" يا أيها الأزواج -
لقد وهب الله شريكتك عاطفة جياشة تتفجر أنوثة ودلالا ، تغريها
الابتسامة الهادئة ، وتسحرها الكلمة الطيبة
، إنك الكائن الوحيد الذي يملأ كيانها ويشيع حياءها ويغذي مشاعرها ويروي ظمأها.
المرأة رقيقة المشاعر كالزجاجة ، مرهفة الإحساس
كالنسمة الهادئة ، بها من الحب ما لو وزع على قلوب البشر لكفاهم .
هي كائن خلقه الله جميلا وحنونا ولطيفا ورائها ، ومن ثم فقد تمر
تلك المرأة بحالات ضعف وانکسار، وتتقلب مع تقلب
الزمان والمكان .
وقد تتأثر وتتناثر مشاعرها بما يصيبها من حزن أو هم أو قلق ،
فتجد نفسها كأنها كائن غريب في بيتها ومع
شريكها ، تبحث عن عش تأوي إليه فلا تجد سواك ، تبحث عن ملاذ وعن صدر ينتفها بحنان
فأين أنت منها
افتح قلبك للتي تفديك بقلبها وروحها ، وافتح نفسك للتي تشغف
بتكرار اسمك ولم تخدعك بمشاعرها وحنانها ، أعطها
قطرة تعطك بحرة ، أعطها زهرة تعطك بستانا أعطها حبا تعطك أمانا واطمئنانا.
وفي الختام ، أعلم أن الكلمة الجميلة قد لا تعني لك الكثير ، لكنها
تعني لزوجتك الشيء الكثير ، فلا تزهد بها
ولا تترد في إيصالها ، ولا تبخل بها ، فهي مجرد كلمة وستظل كلمة تسحر القلوب وتأسر
النفوس وتقرب الأرواح لبعضها . تذكر أن زوجتك كالشجرة إذا اعتنيت بها أثمرت
، قال تعالى : { وعاشروهن بالمعروف "
أما الزوجه ، رسالتي لها هي المحافظة على هذه النعمة الربانية
التي حباها المولى عز وجل بها في الحياة الدنيا
فالله رزقك بهذا الكائن الذي يشاطرك الحياة ، فهو الشريك الذي يحتاج إلى العناية
على الدوام ، ويحتاج الى كل كلمة جميلة
ليستعيد بريقه وكل لفته مشجعه ليشحن مشاعره العاطفية ، فهو جنتك ونارك ، فاجعليه
عنوانا لسعادتك ورمزا لنجاحك ونبراسا لدربك... "
لن أطيل عليكم اكثر وأترككم مع الكتاب.
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...