أسرار التناغم الزوجي
أسرار التناغم الزوجي في ثلا
ان للتناغم الزوجي العاطفي والنفسي أهمية قصوى في بعث الألفة والحب بين الأزواج حتى ترى ودق الخير والرحمة يخرج من خلالهم ، يروي ِبريّه الاحتياجات النفسية والروحية لهم ولأبنائهم على السواء ، فتستوي الأسرة على سوقها ثابتة أمام التحديات ، يخرج نباتها بإذن ربها سليما من شوائب الأسقام .
غير أن الملحظ المنذر هو استشراء حالة الاغتراب النفسي العاطفي في ثلة من
الأزواج ، وهو ما فطن إلى خطورته المعنيون بالقضايا الأسرية ، فعملوا دراساتهم
لتشخيص أصل الداء ، ووجدوا ضميمية من البواعث مرتبطة ببعضها ، يُستخلص من خلالها
أُسُّ الدواء للتنعم بتناغم وتوافق زوجي . رأيت اختزالها في ثلاث
محاور يستحق كل منها أن يفرد له موضوع لوحده:
يتجلى أولها في الكفاءة
الكفاءة بين الزوجين نقطة اختلف الأئمة الأربعة في تحديد عناصرها وتناولتها
أسفارهم بإسهاب ، ولا زالت إلى اليوم على بساط النقاش ، بيد أن ما ألتِئم عليه
إجماعا هو أنها معيار أساسي وشرط للوصول بالعلاقة لشط النجاح .
والمراد بالكفاءة هنا التقارب وليس بالضرورة المساواة في السن والمستوى العلمي
، الاجتماعي الثقافي، والمادي .
وهي تشترط في الرجل حسب رأي العلماء أكثر من المرأة ، بمعنى أن الرجل هو من
يجب أن يكون كفئا لها كما ورد في الحديث الصحيح {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه
فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} رواه الترمذي.
أما الرجل فلا يضيره أن يتميز عن المرأة عمرا ونسبا وعلما .. شريطة أن لا يتسع الفارق بشكل يلحق ضررا بالزواج. المسألة كما ذكرت آنفا تتباين وجهات النظر في تحديد معاييرها ، وتختلف حسب قناعات كل شخص ، فيرى البعض بأن غياب التكافؤ في جوانب معينة لا يؤثر سلبا على مسار الحياة الزوجية ، إن توفر طبعا التراضي والتغاضي من الطرفين ، ولكل رؤيته ما دام في القضية متسع .
الحوار الزوجي
غالبا ما يترتب عن غياب الكفاءة غياب المحور الثاني الذي يعزى إلى الحوار الزوجي المنهج الراقي والرائق في الحياة الزوجية، وسبيلا لمعرفة احتياجات الطرفين
وائتلاف أفكارهما، ما يمتن عرى علاقتهما ويختصر الطريق لتجاوز المشكلات، ولا جرم
أن إقصاءه جهلا أو تجاهلا متعمدا أو حتى الزهد فيه بذريعة الانشغال يُؤجج النزاع
ويعمق هوة الخلاف.
من أجل ذلك كانت ثقافة الحوار مسألة حتمية في التواصل الزوجي ينبغي تعلم مقوماتها لتؤتي
أكلها وتحقق المراد منها وهاته أهمها :
- ·
أن تكون الغاية منه
الوصول لنقاط مشتركة وليس انتصارا لموقف أو أشخاص
- ·
المرونة وعدم
التشنج
- ·
اختيار الوقت
المناسب لبدئه
- ·
فن الإصغاء
لآراء وأفكار بعضهما
- ·
فتح بوابة
الحوار دوما وقبل وقوع المشاكل
- ·
انتقاء
العبارات بعناية والتحدث بهدوء
- ·
عدم استرجاع
الخلافات القديمة
بذات السياق، تجدر الإشارة إلى دراسة ستروق الأزواج الذين يتصدرون الحوار في
الغالب، أجراها الدكتور خليفة المحرزي على حالات من الأزواج يعانون من تضخم المشاكل
الزوجية، اشتكى 78 في المائة منهم من حدة طباع زوجاتهم وعصبيتهن أثناء الحوار،
يردف د.خليفة منوها على أن الزوجة الحكيمة تستطيع بسلاحها الأنثوي الجذاب امتلاك
مفاتيح شخصية زوجها المجبول بفطرته على حب الوجه السمح البشوش ، والابتسامة النضرة
. أهمس في أذن الزوجات اللبيبات كي لا يسمعني الرجال ' رجاء لا ترفعن أصواتكن فوق
أصواتهم تكفي أسلحتكن '
نجاح العلاقة الزوجية الحميمية
يأتي المحور الثالث من كواليس عش الزوجية وهو نجاح العلاقة
الزوجية الحميمية حيث تعد السر الذي يزيد الزواج ألقا ، ويتسنم به
ذروة السعادة ، والظاهر أيضا أنها تطيل عمر الزوجين خمس سنوات أكثر من غيرهما على
غرار ما توصلت إليه دراسة تشيكية.
كما أثبت مقال آخر لعلماء نفس سويسريين أن العناق يزيد من إفراز 'الأوكسيتوسين' ما يدعى بهرمون الحب المعزز للارتباط ، والمسئول عن تقوية الصلة العاطفية بين الأزواج ، منبهين إلى أهمية التربيت الحاني والتلامس الجسدي بين الفينة والأخرى من أجل ديمومة الحميمية والحب الزوجي .
وهذا ما ذهب إليه الدكتور خليفةالمحرزي في كتابه 146 طريقه للحب بين الزوجين في محاولة جادة لإيصال رسالة حب لكل من الزوجين يريدان أن يحافظا على العاطفة المشتركة بصورة دائمة ، وأن يصلا معا إلى تحقيق الوحدة الداخلية المنسجمة '' على حد تعبيره . الكتاب مبادرة جريئة نوعا ما لـ ' سبر أعماق العلاقة الزوجية والوصول إلى أسرار غرفة النوم من خلال تجربتي الطويلة في مجال العلاقات الزوجية ومشكلاتها التي غالباً ما تبدأ عند هذه النقطة الأساسية في حياة الأزواج '
الواقع أن غياب الحميمية في العلاقة الخاصة مشكلة حاضرة تؤرق
الأزواج سرا ، لأنهم لا يستطيعوا الإفصاح عنها ، الأمر الذي ينتج عنه ممارسات
مقبوحة من تعنيف ، نفور وغيرها من الانعكاسات السلبية التي تؤدي بدورها إلى علاقات
محرمة في حالة ضعف الوازع الديني ، أو نهاية إلى الطلاق لا سمح الله ، وهو ما دللت
عليه الأبحاث معلنة أن 90 % من حالات الطلاق أسبابها جنسية بالأساس ، رقم مخيف
لكنه ليس بغريب أبدا حين ندرك مدى الجهل الذي يغلف ثقافة الأزواج حول فراش
الزوجية .
إن الثقافة الجنسية الملتزمة في إطارها الشرعي هي البداية لإنقاذ الزواج وتحصينه من كل الأفكار الخاطئة التي تؤخذ دون تمحيص من مصادر مشبوهة ، وتروج لممارسات شاذة .
ففضلا أيها الأزواج✋ كفوا
ألسنتكم وافتحوا قلوبكم كي تعيشوا بسلام ، وكما تقول الإعلامية نجوى إبراهيم ' حبو
بعض احضنو وطبطبو على بعض ' لتنعموا بتناغم
زوجي
ودمتم بسلام ووئام . مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...