الطفل ريان وما فعله بينما هو في البئر؟
من موريتانيا " يا حي يا منان رد الينا ريان "
طال الانتظار وصار المتر الواحد الذي يفصلنا عن الطفل ريان كأنه أمتار، كل العيون شاخصة في هذه الاثناء لناحية شفشاون المغربية تترقب خروج صغيرنا وخلاصه من دجية بئر ضيقة القطر ، سحيقة الغور قضى فيها خمسة أيام صرود..
لحظات عصيبة يعيشها هذا الطفل الضعيف ونعيشها معه بقلوب بلغت الحناجر رحمة به وخوفا عليه من مداهمة الدقائق والثواني التي يقضيها في تلك الغيابات، وألسنتنا لا تفتر من الدعاء له بالنجاة ، ولأمه بالثبات حتى تضمه إليها ويستعيدا كليهما أنفاس الحياة، فنحن أمهات وندرك مدى قساوة هاته الأوقات ، ولكننا لن نكون أرأف به ولا أحن عليه من ربه سبحانه جل في علاه .
تأثر أشخاص كثر بحدث الصغير ، وتصدر هاشتاغ ريان الطندونس الجزائري والعربي ، وأسماء معروفة شاركت بوستاته على صفحاتها منهم نجم كرة القدم أشرف حكيمي ، د عاض القرني ، والداعية مصطفى حسني ومشاهير الساحة العربية ... وفي المغرب حجت جموع غفيرة من الناس لعين المكان ، ومنهم من أرقت عينه وذرفت لعجزه عن فعل شيء إزاء المحنة ..
الطفل ريان وهو في جوف جب عمقه 32 متر، وصل القلوب وطبب بعض ما بها من عطب ، فاضطربت لأجله كافة المنصات الاعلامية الغربية ، العربية كما المغربية ، واستنفرت جهود سلطاتنا الاقليمية والوقاية المدنية وتكافل الأفراد لانقاذه من ضيقته، فأراد هو انقاذنا من ضيقة شناءة أمور هامشية ، كأنه يقول أنا بخير فلتكونوا أنتم هكذا دوما في وحدة ونماء، أنا لازلت حيّاً فهل أنتم أحياء؟ أم بعد تأخذكم دنياكم الجوفاء، وتؤثر فيكم فتنة بعض السفهاء !..
بعض الوقائع رغم شدتها إلا أنها تولد صورا من التعاطف والتكاثف تطمئن نفوسا عطشى لهذا الحس .. فحمى الله ريان ورده لوالديه حيا سالما من كل سوء وجزاه عنا خير الجزاء فقد وحد قلوب العرب وحرك فينا الخير وأكد أنه لن ينحسر ولن ينضب مهما حاولت طمره أتربة احداث كروية ، او زوبعة غوغائية .
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...