نعم كما قرأت في العنوان، فالحطام لم يكن نتيجة إعصار أو زلزال، إنما أحدثه صبي 12 عامًا أخذت عنه والدته هاتفه الآيفون فدمر لها البيت بالكامل.
يبدو أن الطفل كان في حالة هيجان وسعار جراء حرمانه من هاتفه. لتفاجأ الأم بعد عودتها وقد استحال البيت الى خراب.
لم يسلم شبر واحد في المنزل من أثر التخريب؛ ابتداء من الجدران المهشمة، إلى رخام مطبخ الذي تم كسره، إلى الثلاجة التي ألقيت ارضا، إلى أغراض الدواليب المُلقاة هنا وهناك في كل الأنحاء... كل شيء تدمر بالكامل.
قامت الأمّ بتصوير الوضع المأساوي في مقطع تداوله الناشطون على نطاق واسع، تظهر فيه مصدومة ومنهارة وهي تنظر لتلك الفوضى العارمة. كأن إعصارا حل بالمنزل فقلبه رأسا على عقب...
نعلم ان تعامل أولادنا مع الهواتف والأجهزة الذكية فُرض فرضا في العديد من الأشياء، أولها وأهمها الدراسة التي تلزمهم البقاء على اتصال بأصدقائهم والمجموعات الدراسية المنخرطين بها، الى جانب وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت شر لابد منه لدى شريحة مهمة من المراهقين الذين اعتادوا الدخول إليها لدرجة أنها صارت عالمهم المفضل، يقضون بها أوقاتا تفوق ما يقضونه مع أهليهم، والحال يزداد سوءًا مع تجذر هذا الداء في العمق وتحوله الى إدمان، والوضع يسوء أكثر أمام استسلام الآباء لرغبات الأبناء والإذعان لتماديهم خشية انزعاجهم.
ما رأيناه كان نتيجة إدمان هذا الصبي على الهاتف الذكي ( الفيديو في الأسفل يبيّن المنظر بوضوح )
متى تبدأ المشكلة؟
المشكلة تبدأ عندما يستهين الوالدين بمدى تأثير هذا الخطر - الذي لا يقتصر على المراهق -، ما يجعل معظم الأولياء لا يقدٌرون أبعاد تصرفاتهم، فيعتقدون أن الطفل صغير لن يفقه شيئا ولن تؤثر فيه تلك السويعات التي يقضيها مع الهاتف او الطابليط وقت غيابهم وانهماكهم في العمل، بل منهم من يستعملها كوسيلة لإسكات اطفالهم وإلهائهم في مواقف معينة. إما اثناء إنشغالهم في المطبخ أو عند زيارة أحد الأصدقاء أو في رحلة طويلة بالسيارة.. فيهدئوة الطفل باللعب على الهاتف او بمشاهدة الرسوم المتحركة. ولهذا ينبغي التنبيه بأنه مهما كان الظرف وأيا كان القصد فهذه التصرفات تبقى من الأخطاء التي يقوم بها الآباء في حق اطفالهم الصغار ويجب التوقف عنها فورا.
إن المخاطر المرتبطة بإدمان الأطفال على الهاتف الخلوي لا تعد؛ من بينها ما أثبتته الدراسات، أنه ينعكس سلبا على صحتهم فيؤدي بهم الى السمنة، وعلى دراستهم فيبطئ عملية التعلم وتطور اللغة لديهم، حيث يؤكد الطبيب الألماني أوفه بوشينغ وجود علاقة بين الاستهلاك الرقمي المفرط وزيادة النشاط الحركي. كما يمكن أن يكون عاملا مسببا في قلة النوم، مؤثرا على جودته. هذا إلى جانب كونه حائلا عازلا لهم من التعامل مع مواقف الحياة الواقعية نتيجة ميلهم للتقوقع والإبتعاد عن المحيط..
اللائحة تطول بهذا الصدد، ناهيك عن الآثار الطويلة المدى التي لازالت غير واضحة تمامًا لحد الآن؛ لأن هذا الجيل، يعتبر جيل البصمات الأول الذي عاصر التكنولوجيا واحتك بها على نطاق واسع .
علامات تعرف بها أن طفلك صار مدمنا على الهاتف
عندما تلاحظ أن طفلك أصبح يطلب الهاتف باستمرار. وإن لم تعطيه له ، يثور ويستاء أو يصاب بنوبة غضب هستيرية... فأعلم أن ناقوس الخطر يدق وأن هناك احتمال كبير بأن طفلك قد دخل مرحلة التعلق والادمان.
ماذا يمكنك أن تفعل لمنع طفلك من أن يصبح مدمنًا؟
من المتوقع، أن الأطفال المعتمدين على الهاتف الخلوي او الأجهزة الإلكترونية عموما يرتبكون بدونها ولا يعرفون ما يفعلون. وهذا أمر بديهي، لكن تأكد أنك طالما بقيت حازمًا ولم تستسلم لرغبتهم، سيجدون طرقا جديدة للتأقلم مع الوقت.
وبصفتك أحد الوالدين ، يجب عليك تحديد مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك أمام شاشة الأجهزة الرقمية ، بما فيها الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون... ويوصي معظم الخبراء المتخصصين بضرورة وضع وقت محدد لاستعمالها، وتكون لمدة ساعة واحدة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة وساعتين للأطفال دون سن 18 عامًا. فهذه أفضل طريقة لمنع طفلك من أن يصبح مدمنًا على الادوات الرقمية..
ونظرا لما للعب من أهمية قصوى في نمو عقل ومدارك الطفل الفكرية، فلا بد من تشجيعه على مشاركة الاطفال الآخرين في تفاعلات خارجية ممتعة، إضافة إلى تحفيزه على ممارسة رياضية يفرغ فيها نشاطه الزائد..
كانت هذه افضل طريقة لحماية الطفل من ضرر واستهلاك التكنولوجيا لهم ولأوقاتهم.
ودمتم مع اطفالكم بسلام ووئام - مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...