التاول مع منى من محل 5 دراهم إلى إسم بارز في السوق ومحلات تجارية
ليست معي شهادة ، لا يتوفر لدي مال ، لا أملك دراية كافية تؤهلني للدخول في ميدان التجارة … جملة من التخوفات تشكل عائقا يكبح رغبة عدد كبير من النساء تضطرهن الظروف للبحث عن وسيلة للكسب الحلال في ميدان التجارة ، ومنهن من تنشد تحقيق الحرية المالية بيد أنها تتهيب التجربة خوفا من الفشل.
ونجد أخريات بدأن بالفعل غير أنهن مررن بأوقات احتجن فيها إلى حافز يدفعهن إلى الأمام ، ونموذجا عمليا يشجعهن على الإقدام .
قصة اليوم ، تثبت أن التجارة شطارة ، نموذج آخر سيشعل فتيل الرغبة ، وينير الطريق لكل راغبة، كيفما كان وضعها، خامرها أيضا ما يخامر كل المبتدئات ، لكنها شمّرت للعمل وشرعت من الصفر .
بدأت منى قبل عام ونيف من محل " التويل مع منى كل شي بـ 5 دراهم " ، وفي ظرف قصير غيرت وضعها واستطاعت تحقيق مكانتها وإسمها في عالم البزنس ، بازّة كبار التجار كأنها بنت المجال وترعرعت فيه .
مسار هذه السيدة المكافحة متأكدة انه سيقذف بعيدا تلك الهواجس المسيطرة على المتهيبات.
والصورة اسفله من فيديو شاركت فيه مع متتبعات " التاويل مع منى " اولى خطواتها على سلم التجارة ، وصوتها يرتجف خجلا امام كاميرا الهاتف ، وقلبها يرقص خوفا وفرحا ؛ خوفا من عالم مجهول تدخله لأول مرة ، وفرحا بباكورة إنجاز لم تكن تفكر فيه من قبل .
أسست منى التاويل - إسم الشهرة - مشروعها بعد جائحة كوفيد ، تلك الفترة التي رآها البعض كاسدة وصعبة لفقدهم وظائفهم ، انتهزها بعض آخر لفتح باب رزق اوفر حقق لهم دخلا فاق دخلهم السابق في وظائفهم القارة ، ومنى كانت ممن طردوا من الشركة التي عملت بها لسنوات .
سامرت الاحباط ليالي كالحات ، وساورها الشك فترات بينما هي قابعة في بيتها إبان الحجر تحتضن طفلها وخيبتها .. مرت عليها أيام طويلة لم يطرق بابها أحد ، لم تدر ما تفعل كي تسد خصاصها ، ولم تعرف أي باب تطرق وقد دأبت على العمل بشرف ولم تمد يدها يوما تطلب مساعدة .
بعد تفكير ، قررت أن تقتحم صعاب السوق ، دون شيء سوى تصميم ، فكرة جيدة ومبلغ ضئيل لم يتجاوز 20000 درهم تسلمته من الشركة كمكافأة نهاية الخدمة - بعد سنين من العمل - اكترت به محلا صغيرا يناسب امكانياتها ، استصلحته ونسقت على رفوفه بذكاء وعناية بضاعة بسيطة كما ترون في الصورة .
محل متواضع ، لكن بشاشة صاحبته ترغم داخلته على التبضع فلا تخرج إلا وهي محمّلة بالمقتنيات على غير هوى منها .
ولعل منى يقِظت إلى أهمية الإنترنت في الترويج لتجارتها ، فسخّرت قناتها للغرض وأجتهدت في وضع فيديوهات باستمرار ، مما مكنها من تحقيق شعبية عريضة بين جماهير النساء اللاتي تعاطفن معها وأحببن صدقها ، تلقائيتها وسجيتها ، فتوجهن إلى المحل من مختلف مدن المغرب لإثبات دعمهن عمليا .
لم تكن تملك مالا ، لكن كانت بعيدة الرؤية ، تملك فكرا تجاريا علّمها أنها إذا أرادت تنمية أعمالها ، فستحتاج إلى اكتساب المزيد من الزبائن الاوفياء للعمل معهم على المدى الطويل ، لذلك عملت بجهد للسير قدما نحو الافضل . وحفاظا على مصداقيتها حرصت على توفير منتجات ذات جودة مرضية بأثمنة مناسبة ، صارت تجلبها من تركيا ودبي بعد أن كانت تأخذها في درب عمر بمدينة البيضاء.
هي لم تصل بعدُ للقمّة ولكنها في الطريق لبناء علامتها التجارية ، ولها اليوم أكثر من متجرين ، إرتأيت أن أقدمها كنموذج لكل شخص طموح يريد أن يعتمد على نفسه ، يتطلع لاسم بارز في عالم التجارة.
انشاء مقاولة خاصة، يعني أن هناك العديد من التحديات التي عليك مواجهتها بعناد وقوة حتى تقف وتنجح. وإذا كنت مصمما (ـة) ، فلا شيء يمكن أن يمنعك من تحقيق هدفك.
صاحبتنا كما رأيت ، لم يكن معها موجه يدعمها ويرشدها الخطوات، ولم تكون لديها اتصالات ، ولا رأس مال كبير ، ولا حتى خبرة عن كيفية بدء عملها ، بيد أنها اقتحمت وعانقت الصعاب ، تعلمت وواجهت تحدياتها بطلاقة وجه مع حزم وعزم .
كل شيء في بدايته يكون صعبا ، والعمل الحر كغيره من المجالات لا يخلو من مطبات وخاصة عندما يتعلق الامر بتأسيس مشروع تجاري من الصفر ، لكن لا تستسلمي عزيزتي ، تشبثي بحلمك ، غامري ، بادري وثابري ، فوالله ماضاع هدف وراءه مكافح ولكل مجتهد نصيبه من النجاح وسرعان ما ستصلين بعون الله ، كل التعب سيهون برؤية المشروع ينجح ، وكما نجح الكثير ومنهم منى يمكنك كذلك النجاح. أنت فقط بحاجة إلى فكرة جيدة وجرأة مع بعض العزم والتصميم والله من وراء القصد.
كل الحب ودمت بسلام ووئام - مليكة
اقرئي أيضا عن صاحبة ماستر في التسييركيف بدأت ستجدي بالمقال أهم طرق للتمويل
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...