"عودة "بسام البو" للحركة بعد 25 عامًا من الشلل الرباعي: معجزة تثبت أن الأمل في الله لا ينتهي"
انها باختصار قصة لشخص أصيب بشلل رباعي وعاش لسنوات طوال على كرسي متحرك. أنبأه الأطباء أنه مصاب بمرض لا يوجد له علاج، ولن يصمد طويلا. لكن زوجته وقفت إلى جانبه وساعدته بتمارين بسيطة، شيئًا فشيئًا، حتى عاد إلى الحياة الطبيعية وشُفِي تمامًا بإرادة الله بعد ثلاثين سنة من الشلل الكامل.
يتحدث فيها الأردني "بسام البو"، البالغ من العمر 66 عامًا، عن معجزة حدثت له لم يسطع الطب تفسيرها، إذ شُفي بشكلٍ غير متوقع من شلل رباعي عانى منه لمدة 25 سنة.
سنوات طويلة، عاشها السيد "بسام" على كرسي متحرك، لا يحرك سوى رأسه، بعدما عجز الأطباء من حالته، وأخبروه أنه مصاب بـ"التصلب العضلي الجانبي"، وأن حياته لن تطول.
سافر المهندس "البو" إلى لندن من اجل العلاج، وهناك أبلغوه أن مرضه سينتقل إلى الجهة اليسرى ويؤثر على الصوت والتنفس والبلع، وأن مرضه عضال، وأنه سيعيش من سنتين إلى 5 سنوات بالكثير.
'اتركيه وعيشي حياتك' أو 'تزوج عليها ليش تْضيّع حياتك معاها' من قبيل التعليقات التي توجه لأزواج ألمّ بهم الابتلاء
طلب السيد بسام من زوجته أن تتركه ولا تربط حياتها به، و'ناس الحلال' طبعا قالوا لها نفس الشيء لكونها تصغره بـ10 أعوام، بيد أنها رفضت ذلك رفضا قاطعا وزاد تمسّكها به. تقول زوجته اسمهان: "أصبحت أنا مثل امه وابيه وكان مثل الطفل البيبي لا يتحرك ولا أي شيء، وانا كنت وفيّة معه، رغم أنه خيرني منذ البداية عندما كان عمري 22 عاماً، بين البقاء معه او التخلي عنه، قائلا أن لي الحرية في تركه، إلا أنني قلت له: لا يمكن ولو أنك بتظل لحمة رح أظلني معاك".
اعتنت به عناية شديدة، ولم تألوا جهدا في سبيل راحته، كانت تهتم بأدق التفاصيل من أكل وترويض وتنقل، لدرجة أنه -كما يقول- لم يشعر أنه يحتاج لشيء إلى جانبها.
"اختبرنا الله ونجحنا في الاختبار"
الابتلاء لا يكون اختبارا للشخص المبتلى فقط، ولكنه يكون اختبارا لكل من هم حوله. والانسان الذين ابتلي بمشكلة او مرض صعب، يحتاج إلى الدعم والمؤازرة من الأسرة والمجتمع حتى يتمكن من تخطي المرحلة ويعود إلى حياته الطبيعية. بيد أن الإيمان بالله يبقى هوالدعامة الأساسية التي تقوّينا على تحمل الصعاب وتسندنا بأحلك الظروف في حالة تملّص المحيط عن تقديم الدعم.
"البو" كان على يقين تام من أن الموت والشفاء بمشيئة الله، فاستمر بمساعدة زوجته في ممارسة تمارين بسيطة، وفي عام 2015 بعد 25 سنة من الرّقاد والضمور، تداركهما الفرج الإلهي حين بدأت مؤشرات التحسن تظهر تدريجياً، وبدأ اصبعه بالتحرك على غير العادة. يقول: "سنة 2015 بدأ اصبعي بالتحرك على غير العادة، هنا حدثت نقلة نوعية أخرى واخذ التحسن كما بدأ الضعف بالتدريج بدأ التحسن بالتدريج البطيئ، ومع العلاج الطبيعي أخذت الأمور للأحسن الحمد لله، وبمساعدة زوجتي التي وقفت الى جانبي طيلة هذه المدة، وكان لها الفضل الكبير بعد رب العالمين في شفائي".
بمساعدة زوجة وفية ظلت الى جانبه تمكن "البو" من العودة إلى الحياة الطبيعية، مشياً على قدميه وبدون كرسي متحرك.
"احنا روح واحدة في جسدين"
الصدق، التفاني والرحمة من أهم مكونات العلاقة الزوجية الناجحة. والمودة هي النواة التي متى وُجدت بين الزوجين، مكنتهما من تحمل الصعاب والتحديات معًا. لكن لا يمكن لهما بأيّ حال من الاحوال العيش في سلام ووئام إذا كان أحدهما نفعيّاً صِرفا، دخل بِنيّة دنيوية مبيتّة أو أحبَّ بطريقة خاطئة.
إن الحب ليس مجرد شعوريحرك شخصين لتصريف غريزة، أو توقيع عقد لا يقيما له اعتبارا، إنه عمل وتفكير في سبيل راحة الآخر، إنه احترام وتبجيل وتفاني وتضحية متبادلة.. ووالله لو لم نرى مثل هؤلاء النماذج لظننا المبادئ أفلت وضاعت في ثقوب قضايا أسرية سوداء، أغرقت بها محاكم الأسرة.
إن الحب، تقدير وتقديس لشراكة بين شخصين تعاهدا مع الله على ان يكونا لباسا لبعضهما وسترا على بعضهما، الحب يعني أن يهتم كل طرف باالآخر مثل ما يهتم بنفسك، الحب هو الإيمان بأن شخصًا آخر يستحق كل شيء دون انتظار مقابل، الحب هو القدرة على تحمل الآخر بلا انتقادات ولا مؤاخذات، الحب هو عطاء بلا حدود وامتنان بلا توقف، الحب هو الإيمان بأن هناك شخصًا يفهمك ويحبك بغض النظر عن كل شيء. ولهذا فعندما يتخذ الانسان قرار الزواج، فعليه أن يكون مستعدًا لحياة تشاركية أساسها هاته القيم الإسلامية والمبادئ السامية، عليه أن يكون مستعدا للعمل على بناء حياة قائمة على الرحمة والمودة التي تأتي في مرتبة أعلى وأسمى من الحب، وإلا فلاداعي للزواج من الأساس لأن المجتمع أغرق بنزيف الأسر ووصل لمرحلة الإشباع.
خليتكم على خير ودمتم بسلام - مليكة
كلمات مفتاحية: الحب، العلاقة الزوجية، المودة، التفاني، التضحية، الاحترام، الثقة، الصدق، الإخلاص، الاتصال الجيد، الشراكة، العواطف، التواصل، الانفتاح، العفوية.
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...