إيدر مطيع المبرمج العبقري الصغير الذي أدهش العالم يستعد لمغادرة الوطن
تذكرون المبرمج الصغير إيدر مطيع، صانع الحدث قبل خمس سنوات، الطفل الذي بزّ عباقرة البرمجة رغم حداثة سنه، فلفت بنبوغه الفذ انتباه كوادر الويب حول العالم وحظي بإعجاب خبراء جوجل Google ، ليتتهافت عليه الطلب بعد ذلك من اجل تبني موهبته.
ولدُنا ايدر، مفخرة المغرب والمغاربة، طفل تيزنيت اللامع، يستعد لمغادرة الوطن نحو الخارج لإتمام دراسته بعد تفوقه في المرحلة الثانوية بامتياز، وقبوله من أربع جامعات بريطانية للدراسة لديها.
تم اكتشاف إيدر مطيع "المبرمج العبقري الصغير"، عندما كان في سن الحادية عشرة، عام 2018، خلال لقائه بفريق من مطوري جوجل ضمن فعاليات " DevFest " وأدهشهم بمهاراته البرمجية الاستثنائية وقدرته على التواصل بالإنجليزية ومعرفته باسرار الاختراق في سن صغير.
وقد لفت إيدر الانتباه من قِبل المؤسسات التعليمية العالمية، حيث تلقى العديد من العروض من مدارس تطلب استضافته وتقديم المنح الدراسية له. لكن النابغة إيدر قرر الانضمام إلى معهد " لندن أكاديمي " فرع الدار البيضاء، الذي يقتبس منهجه التعليمي من المدارس البريطانية، إذ حظي بحسن الوفادة من مديره الدكتور حسين مخلوف الذي شمله بالرعاية، ومكنه من الحصول على منحة تشجيعية للدراسة في المعهد بشكل مجاني.
استطاع الفتى النبيه أن يثبت نفسه في مختلف الاختبارات التقييمية التي خضع لها في جامعتي نيوكاسل ولندن هولواي في المملكة المتحدة، حيث حصل على عرضين للالتحاق بأحدى الجامعتين.
ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف إيدر عن تطوير مهاراته التقنية والتعلم في مجال البرمجة وعلوم الكمبيوتر، وصار ضليعا في شتى لغات البرمجة، مثل "بايثون" و "HTML" و "JavaScript" و "C" و "C++" و "SQL" و "Scratch"، ما جعله محط اهتمام الكثيرين.
إن تفوق إيدر لم يكن محدودًا في إطار الأكاديمية، بل تجاوزها الى المشاركة في بناء فريق للبحث في مجال الروبوتات وتحقيقه المركز الأول في جائزة المغرب الوطنية، وجائزة التميز في مسابقة "VEX IQ" التي نظمت في الرباط عام 2020.
دعم العقول الفذة والموهوبة في المجتمع، بغض النظر عن سنهم أو خلفياتهم، له أهمية قصوى. وحقيق على الدولة والمؤسسات التعليمية أن تمنح هؤلاء النوابغ النادرة القيمة القمينون بها، وتوفر لهم الفرص اللازمة لتطوير مهاراتهم ومواهبهم، حتى يتمكنوا من المساهمة بفاعلية في تطوير مجتمعاتهم والعالم بأسره.
فهل سيحتضن الوطن أدمغته، أم سيفرط فيهم ويتركهم لجهات اخرى تستفيد من زبدة عطائهم؟
لقد انتقل العالم اليوم لمرحلة الذكاء الاصطناعي بسرعة صاروخية، وتخطى كل التوقعات في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتجاوز الإبداع والمهارات التقنية الحدود الجغرافية والسنية. ولعل ايدر إحدى القدرات الواعدة في عالم البرمجة والتكنولوجيا، التي ستكون ذات شأن لهذا البلد، وستسهم في تحقيق التقدم التكنولوجي والعلمي. إن قدم لها الدعم الكامل واستُثمِر فيها كما ينبغي.
نتمنى لإيدر مطيع مستقبلاً لامعا مثله، مليئًا بالنجاحات في دراسته الجامعية بلندن ومسيرته المهنية المقبلة.
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...