جديد الاختطاف الذي لم يصدقه العقل: 28 عاما من السحر والشعوذة
يتواصل الحديث عن 28 عاما من السحر والشعوذة، حادثة الاختطاف التي لم يصدقها العقل وعودة عمر بن عمران 'عميرة ' من عالم النسيان وظلمة الانسان، بعد انتشار فيديو يقال بأنه لوالدته المتوفية، تصرح فيه بوجود خلافات بينه وبين والده وربما تكون السبب في اختفائه. الفيديو قالوا عنه مفبرك، ولو ثبتت صحته فمن الممكن أن يغير مسار التحقيق حسب المتداول.
الفتى الجزائري اختطف من جاره قبل 28 عاما، ليتم اكتشاف مكان احتجازه المروع في 13 ماي 2024. عمر، كان يبلغ 16 عاما أوان اختطافه، عاش كل هذه السنوات محتجزا في قبو أسفل إسطبل يملكه الجاني الذي يكبره بحوالي 20 عاما.
بدأت القصة في عام 1998، عندما اختفى عمر فجأة ودون أي أثر، مما حرك حملة
بحث واسعة في ولاية الجلفة. ولم يفلح أهله وجيرانه في العثور على دليل يقودهم
إليه، بحثوا في كل مكان،
وقاموا باطلاق نداءات داخل الجزائر وخارجها وظهروا في برنامج 'كولشي ممكن' انذاك ولم
يتركوا بابا إلا وطرقوه دون جدوى.
ما زاد من غموض القصة هو اختفاء كلب عمر بعد فترة قصيرة من اختفائه. كان الكلب ينبح باستمرار أمام بيت الجاني، مما أثار الريبة حوله، لكن لم يُعثر على دليل ملموس وقتها. وبعد أن وُجد الكلب مقتولا، انتشرت الشائعات بأن الجن قد اختطف الكلب كما فعل بعمر.
عادت الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، إلا أن الحزن لم يبرح قلب والديه. والد عمر أصيب بالشلل ووالدته لم تتوقف عن البكاء حتى وافتها المنية عام 2007، وكانت تؤكد في لحظاتها الأخيرة أن ابنها لم يمت وانه على قيد الحياة.
وكما فاجأت حادثة اختفاء عمر الجميع،
كذلك فعلت الطريقة التي تم اكتشاف مكانه بها. عندما نشر شخص مجهول منشور
على وسائل التواصل الاجتماعي وبالضبط في مجموعة 'اخبار بلدية القديد' يحدد بدقة
مكان احتجاز عمر.
وبعد البحث، اكتشفوا عمر محبوسا في حفرة تحت كومة من التبن، مقيدا
بالسلاسل. ظل عمر في هذا المكان الموحش المعزول لربع قرن من الزمان. عمر قال بأنه كان
يرى افراد عائلته من خلال ثقب صغير في تلك الظلمة الكالحة، راقب جنازة والدته بيد أنه
لم يكن يستطيع الهروب من براثن هذا الكائن الكاسر أو حتى النداء ولو همسا لمناداتهم
لإنقاذه لأنه كان يشعر بشيء يمنعه وكلما همّ بالخروج سقط وعجز عن النهوض.
فهل فعل السحر والشعوذة الذي قام به الجاني هو ما منع عمر بن عمران من الهروب أو الصراخ لطلب النجدة كما يعتقد البعض؟
الرأي الشرعي حول القضية معلوم عند أغلبنا، لكني سألت الذكاء الاصطناعي عن هذا الموضوع، فانظروا بما أجابني بالحرف:
الاعتقاد بأن السحر والشعوذة يمكن أن يمنعان شخصًا من الهروب أو الصراخ
لطلب النجدة يعتمد بشكل كبير على السياق الثقافي والمعتقدات الشخصية للمجتمع
والأفراد المعنيين. في العديد من الثقافات، يُعزى السحر والشعوذة إلى قوى غامضة
يمكن أن تؤثر على العقل والجسد، مما يجعل الأشخاص يشعرون بالعجز أو الخوف الشديد.
في حالة عمر بن عمران، يمكن النظر إلى عدة عوامل تفسر لماذا لم يتمكن من
الهروب أو طلب النجدة:
- الخوف النفسي
الإيحاء العقلي: إذا كان الجاني يستخدم السحر
والشعوذة، قد يكون عمر قد تعرض لتأثيرات نفسية تجعله يشعر بالعجز التام أو الخوف
الشديد من محاولة الهرب. الخوف من العقاب أو الاعتقاد بأن الجاني لديه قوى خارقة
يمكن أن يعزز هذا الشعور بالعجز.
- العزلة الجسدية والقيود المادية
القيود الفعلية: بحسب ما ورد في القصة، كان
عمر مقيدًا بالسلاسل ومحجوزًا في قبو تحت الأرض. هذه القيود الجسدية تمنع الهروب
بشكل فعلي، بغض النظر عن أي تأثيرات سحرية محتملة.
الاحتجاز في بيئة معزولة: إذا كان محتجزًا في
مكان بعيد عن الأنظار، فمن الصعب أن يسمعه أحد حتى لو صرخ لطلب النجدة.
التأثيرات النفسية الطويلة الأمد
الاعتياد على الوضع: البقاء لفترة طويلة في
حالة احتجاز يمكن أن يؤدي إلى نوع من "التكيف" مع الوضع، حيث يتوقف
الشخص عن محاولة الهرب بسبب فقدان الأمل أو بسبب التأثير النفسي الناتج عن التعذيب
المستمر والانعزال.
- التأثير الاجتماعي والثقافي
المعتقدات الشخصية: في بعض الثقافات، الاعتقاد
بالسحر قوي لدرجة أن الأشخاص يصدقون أنهم تحت تأثير قوى خارقة تمنعهم من الهرب أو
طلب المساعدة. هذه المعتقدات يمكن أن تكون عميقة جدًا وتؤثر بجدية على السلوك
الشخصي.
- التلاعب النفسي
التهديدات والتلاعب: الجاني قد يكون استخدم
التهديدات أو التلاعب النفسي لإقناع عمر بأنه لا جدوى من محاولة الهرب أو الصراخ.
من المحتمل أن مزيجًا من العوامل النفسية والاجتماعية والجسدية، وربما فعل السحر بحسب الاعتقاد، منع عمر بن عمران من الهروب أو طلب النجدة. بينما يمكن للسحر والشعوذة أن يكون لهما تأثير نفسي كبير على الأفراد الذين يؤمنون بقوتها، فإن العوامل العملية مثل القيود المادية والعزلة الجسدية تلعب دورًا كبيرًا أيضًا في منع أي محاولة للهروب.
"لهما تأثير نفسي كبير على الأفراد الذين يؤمنون بقوتهما" كان هذا رد ذكاء ابتكره عقل الإنسان، العقل نفسه الذي يفكر في خزعبلات السحر، فأين ذهب العقل ! العقل والإيمان من هذه الأفكار الرثة والغثة! هل قوة السحر تغلب إرادة وقوة الله سبحانه وتعالى علوا كبيرا !؟
طبعا القصة تسببت في صدمة كبيرة للجزائريين، وانهالت الأسئلة حول دوافع
الجاني. هل كان الجاني ينتقم من عائلة عمر؟ أم كان يستخدمه في أعمال السحر
والشعوذة كما أشيع؟ وكيف لإنسان أن يحمل هذه القسوة
ويحتجز جاره طوال هذه المدة وهو يرى ألم الفقد يعتصر عائلته بل ويصلي معهم في الجامع دون أن تتحرك فيه ذرة احساس وانسانية؟
والرواية، لم تسلم من التشكيك والجدل. الكثيرون، بمن فيهم الإعلامي نور
الدين خبابه، شككوا في صحتها بناء على عدة نقاط مثيرة للريبة.
السيد نور الدين طرح تساؤلات منطقية في بث مباشر على تويتر، حول مظهر
عمر بعد تحريره والذي لا يتناسب مع شخص قضى قرابة الثلاث عقود في الاحتجاز. أشار
إلى أن بشرته كانت بحالة جيدة، وشعره كان مقصوصًا بعناية، مما يوحي بأنه كان يتلقى
رعاية منتظمة، تتضمن التعرض للهواء والشمس، وهو ما يتناقض مع فكرة الاحتجاز القسري
الطويل في قبو مظلم.
كما انتقد خبابه تداول الحدث
كما هو، دون التحقق من ثبوته، مطالبا بعدم الاستخفاف بعقلية المتلقي وجره لحكايات قد تكون مفبركة. منوها أن رأيه مبني على المنطق وليس له أي علاقة مباشرة بالقضية
أو أطرافها.
لم يكن خبابه الوحيد الذي شكك في القصة. شارك العديد من المتابعين شكوكهم
عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أيضا أن تفاصيل القصة تبدو غير مقنعة. أحد
المعلقين، ذهب إلى ذات القول بأن القصة قد تكون مفبركة بالكامل. بدليل أن حالة عمر
الصحية لا تعكس شخصًا تعرض للاحتجاز، ولا تبدو عليه آثار واضحة للتعذيب أو الجوع
أو المرض، مما يغذي الشكوك حول مدى صحة القضية.
وشبه أحدهم القصة بقصة أهل الكهف، إلا أن - حسب قوله - قصة الكهف مثبتة
بالقران بينما هاته لا تستند إلى حقائق واقعية بل تبدو أقرب إلى الخيال. آخرون
زعموا أن هناك أيادي خارجية تروج لهذه القصة لأغراض غير معلنة، وأن الهدف قد يكون
جذب الانتباه وزيادة المشاهدات أو الهاء للناس عن مشاكلهم بجذب انتباههم على قضايا
أخرى.
في المقابل، تحدث أقارب عمر الذين شهدوا عملية تحريره، أن عمر وان تعرف
عليهم فانه كان في حالة صدمة وذهول، وهو ما يعكس تجربة قاسية ومؤلمة عاشها خلال
فترة حبسه. وصفوا اللحظة التي عثروا فيها عليه تحت كتل التبن بأنها كانت صادمة
واصابتهم جميعا بالذهول، حيث وجدوه مقيدًا ولا يستطيع الحركة بحرية، مما يدعم
الرواية الأصلية حول احتجازه الطويل.
واضح أن القصة اثارت الجلبة واحاطت بها الشكوك والتساؤلات، وحديثي عنها لا ينفيها ولا يثبتها والتحقيقات حيالها جارية. وسواء ثبتت صحة الواقعة بتفاصيلها أم تم تكذيبها، فإنها بما تحمله من ألم وغموض، تسلط الضوء على أعماق النفس البشرية، وكيف يمكن لبعض البشر في عصرنا أن يتجردوا من ايمانهم وإنسانيتهم ويغرقوا في أفعال تتخطى حدود القسوة. تؤكد سذاجة الإنسان وقدرته على القسوة وكيفية يتجرد من إحساسه وايمانه معاديا إنسانيته متصالحا مع الشيطان، تذكرنا أن الحقيقة قد تكون أمام أعيننا ولكننا لا نراها..
نحن بحاجة إلى فهم أعماق ما يدور في نفوس بعض البشر، كيف يستقر الشر
ويتوطن في بواطنهم بعكس ما يبدون عليه في الظاهر من براءة ومحبة. وان غابت قلوبهم وبصائرهم فأفعالهم عن عين الله لا تغيب
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...