3 أسباب لعدم امتنان الأطفال في عصر التكنولوجيا
هذه الأيام الأم تعبانة يا عيني تبذل قصارى جهدها لإسعاد أطفالها لكنها تصدم بجحودهم ونكرانهم...
قد تخرجهم في نزهة او تأخذهم في رحلة، وتتحمل العناء من تحضير وتخطيط وتلبية طلبات وانفاق، تعود للبيت مهدودة وخاوية الوفاض ' مفلسة' 🤯🤕والأولاد وجوههم متجهمة وعابسة، لا تسمع منهم إلا التذمر والغضب والشكوى. كل ما فعلنه من جهد وتعب لا يُقابل بالامتنان والتقدير من اطفالها.
لنشاهد مقطع #بسمة_السباعي أولا وبعدها نكمل حديثنا حول أسباب عدم امتنان الأطفال في عصر التكنولوجيا
" العيال مش بيتبسطوا ليه؟ والله تبقى مخرجاهم وطافحة المرارة عشانهم وفي الآخر كل عيل بوزه قصاده قد كده "
موقف #بسمة_السباعي يعكس تحديا كبيرا في العصر الحالي ومؤكد انها معاناة يومية تكابدها الكثير من الأمهات.
هو الخلل في الأطفال ولا فينا وفي الزمن ولا فين بالضبط ❗
يجب أن نقر بأن المسؤولية الكبيرة التي نحملها كأولياء تجاه تربية أطفالنا بطريقة مثالية، يسبّب لنا نوعا من الضغط الثقيل في زمن تزداد صعوبة تحدياته، وهذا الضغط يتحول الى توتر ينتقل بشكل او بآخر للأطفال، فيشعرهم بانهم مهما فعلوا لن يرضونا ولن يوفوا توقعاتنا منهم.
بالإضافة إلى ذلك، الاجيال الجديدة مع التكنولوجيا وادوات التقنية الدخيلة، صارت متطلبة نوعا ما، تبحث عن المتعة السريعة والتغيير المستمر؛ لأنها تشعر بالملل وضيق الصدر، طول الوقت تقارن نفسها وواقعها بما تشهده في الميديا، وهذا يحدث حتى مع الكبار. لذلك، لا نستغرب ان لم تستثرها جميع أنواع الأنشطة التي نحضرها. هذا الى جانب انها قد تكون لديها توقعات مختلفة تماما أو رغبات غير معلنة.
في المقابل، تتوقع العديد من الأمهات أن قيامهن بأي نشاط إرضاء لأطفالهن سيجعلهم سعداء وممتنين.. وهنا يحدث الخلل الذي لديه اسباب وبواعث اخرى، منها:
المقارنة الاجتماعية
لم يعد خافيا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال أيضا وما تصدره لهم من صور وافكار. رؤية الطفل لسفريات أقرانه وحياتهم المنعّمة والمثالية عبر الشاشات، تجعله يعتقد أن حياته ليست مثالية بما فيه الكفاية وأنه في حاجة دائما للمزيد من وسائل الترفيه التي بات توفرها أمرا بديهيا ومسلما به لدى الأطفال.
الاجهزة الذكية، من هواتف وألعاب الإلكترونية... أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية. والمشكل انها تسلب منهم الشعور بالسعادة والمتعة، وتفقدهم الإحساس بقيمة الأشياء.
غياب الوقت العائلي المشترك
للأسف، يوجد إقلال شديد في قضاء وقت جيد مع الاطفال نتيجة الانشغال الدائم. الأطفال يحتاجون إلى حوار، مشاركة فعلية في لحظاتهم اليومية وتواصل حقيقي يغذي احساسهم بالامان الحب، التقبل والاهتمام.. وبدون هذا الوقت الاسري النوعي، يشعر الطفل بالفراغ والضياع وبأن هناك شيئا مفقودا في حياته، رغم الجهود التي نتفانى في بذلها حتى لا ينقصه شيء، وفي اعتقادنا أن الحاجات المادية هي سبيل سعادته ونجاحه.
ذهبنا نستبق ونجتهد في سبيل تغطية نفقات غذاء الأجساد وتغطيتها، وهذا مطلوب وسنؤجر عليه مادامت النية حاضرة والسعي شريف، لكنا نسينا غذاء الروح واحتياجات اخرى لا تقل أهمية. إن غياب التوازن في تلبية احتياجات الطفل النفسية والجسدية والروحية يدفعه للتعبير عن رفضه وغضبه بطرق مختلفة وخاطئة في الغالب.
حلول مقترحة تجعل اطفالك يشعرون بالامتنان والرضا
ليس من غير الضروري أن يحصل الأطفال على كل ما يريدون لنضمن سعادتهم، هذا خطا فادح في التربية وجريمة في التربية على حد تعبير الدكتور جاسم المطوع، لأننا ندمرهم بهذا الأسلوب. رفض تلبية طلبات معينة او تأجيلها، لن يضرهم بالعكس. لكن بالمقابل، من الضروري تعليمهم من الصغر تقدير قيمة الأشياء البسيطة والالتفاتات الوالدية والامتنان لوجودها في حياتهم.
وحبذا لو يتم إدماجهم في أنشطة تطوعية أو اجتماعية قد تكون طريقة رائعة لتعزيز هذا الشعور.
الغاء او تقليل تعرض الطفل لوسائط التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية
التحكم في الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الهواتف الذكية منهمكين في الالعاب الالكترونية او في تصفح شبكات التواصل الاجتماعي... يمكن أن يقلل من تأثير المقارنات الاجتماعية.
بدلا من ذلك، يمكن اشراكهم في نوادي او أنشطة ترفيهية خارجية أو هوايات جديدة.
تعزيز الوقت العائلي النوعي
الألعاب الجماعية، أو حتى مشاركة في إعداد وجبة. مثالان على قضاء وقت قيم وعالي الجودة مع الأطفال لتعزيز الحميمية والروابط الأسرية، تطوير شخصياتهم وجعلهم يشعرون بالأمان والانتماء لحضن مجتمعهم المصغر.
الاهتمام بالاحتياجات النفسية
الانصات لهم والاهتمام بمشاعرهم والتحدث معهم عن يومهم وعن اهتماماتهم ولو لدقائق معدودة هذا يبني جسور التواصل ويخفف الضغوط النفسية التي تكون عليهم.
لا يوجد شيء أغلى من رؤية ابتسامة نابعة من قلوب أطفالنا؛ تلك الفرحة في عيونهم بالدنيا وما فيها، من اجلها يهون كل صعب. لكن لنتيقن أن الحرمان في اطار محدود شعور مفيد ومطلوب ليعلموا ان الحياة ليست مثالية ويتعلموا اشياء كثيرة منها التفاوض والمسؤولية والاعتماد على انفسهم في ابتكار بدائل مفيدة بطرق بسيطة وغير مكلفة.
كانت هذه بعض الطرق لتعزيز شعور السعادة والرضا لدى أبنائنا. ويجب التنويه مرة اخرى بأن الطفل يحتاج إلى حب ورعاية وتفهم أكثر من شراء مقتنيات او منحه هدايا مادية. لهذا يفضل كآباء وأمهات أن نعيد النظر في أساليبنا التربوية، ونعمل على خلق بيئة سوية ونظيفة تساهم في صنع سعادته الحقيقية.
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...