F
ميابيلا ميابيلا
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...

عائشة حسين الحشاش هيلن كيلر الكويت


عائشة حسين الحشاش هيلن كيلر الكويت

                                                 عائشة حسين الحشاش هيلن كيلر الكويت



عندما تتمرد الأنثى على أحمر الشفاه وتتحرر من تضاريس الجسد، ينبض النور السني من سخام المعاناة، و تكتب قصيدة كفاح من وحي ألم زؤام عنوانها عائشة حسين الحشاش أو هيلن كيلر الكويت كما يحلو للبعض أن يلقبها.

فتاة صنعها الابتلاء صنعا فريدا تتجلى فيه آية ربانية، أول مرة رأيتها كانت على التلفاز بينما كنت أقلب القنوات باحثة عن مادة ذات قيمة، فوجدتها ضيفة من طراز خاص في إحدى البرامج، نحيت الريمود جانبا وجلست أتأمل روح الرضا تنطق في ارتساماتها، وأمها إلى جانبها في سَمْت الراضين ووقار المؤمنين وابتسامة الانتصارتعلو وجهيهما، تضاءلت نفسي أمام هذا النموذج الماثل أمامي الذي تعجز الكلمات عن وصفه، كيف استطاعت أن تحيل العجز إلى طاقة تذيب كل ما يعيق سيرها نحو الانطلاق وإثبات الذات !!

  ولدت عائشة بشلل دماغي يعيقها عن الحركة والكلام، مما جعل إمكانية تواصلها مع المحيط شديد  الصعوبة، الأمر الذي دفع والدتها للتفكير في إمكانية تتيح لها التفاعل مع المحيط وتيسر التواصل معها، فقامت بوضع ملصقات على جدران غرفتها من جميع الجوانب حتى تومئ إليها عائشة كلما احتاجت شيئا.

 انقطعت عائشة عن الدراسة لمدة لا تقل عن 20 سنة لكنها تمكنت بإصرارها أن تـتعلم وتتميز متقنة أربع لغات في وقت واحد، حيث بدأت رحلتها التعليمة من البيت، ثم في مدرسة ''خليفة'' إلى مركز ''الرجاء'' لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان بوابة الدخول والالتحاق بالدراسات الجامعية بعد 7 سنوات من الجد والمثابرة. وهي اليوم حاصلة على شهادة الليسانس تخصص علم نفس وطموحها يرنو لما هو أكبر.

 يكمن السر فيمن أرضعتها التصميم والعزيمة، وخففت ثقل الدنيا على قلبها لتسد مكامن النقص وتملأها بمعاني الثقة والتحدي، أمها التي عَمَدت بتعاون مع كل أفراد الأسرة إلى بناء الشخصية الداخلية لابنتها دون تأفف أو ضجر، حتى جعلت منها إنسانة تتقبل ذاتها كما هي،  قوية  متصالحة مع الواقع، تترك بصمة في نفس من رآها ، بل قد تكون نقطة تحول في حياته. تضاعف احترامي وملأت أقطار روحي آيات الإعجاب وتمنيت لو أقبل جبين السيدة كبيسة التي أمنت بقدرات ابنتها الخلاقة فبذلت وأعطت من وقتها وجهدها وتحملت في سبيل ذلك كل المشاق والصعاب
 حرر في 1 مايو، 2014 مليكة


عن الكاتب

مليكة بالكشة صانعة محتوى وكاتبة مقالات على عدة مواقع، متتبعة لسبل التعليم الذاتي والتطوير المستمر، تم اختياري في 2015 سفيرة لمنصة إدراك التي نهلت من مبادراتها الكثير. كنت أول مغربية تحظى بهذا اللقب، واعتبرته وساما وشّح مسار تعلمي، شحذ همتي لطموحات اخرى في الانترنت الذي أتاح لي فرصا ما كانت لتحقق لولا تيسير الله للجني من محامده التي لا تجحد. مما رسّخ قناعتي بأن أفضل سبيل للتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقنا، هو الإنجاز والصمود أمام المواقف ومواجهتها بمرونة وعدم تشنج أوانفعال. ولإيماني بأن تغيير نمطية التفكير عندما يكون بفلسفة المحبة تكون طاقته أعلى في التأثير، حركتني عاطفة جياشة لتأسيس مابيلا، التي أشارك بها تجربتي كما تجارب إنسانية أخر ربما تنفع أو تعين شخصا، بطريقة ما، في تحسين جودة حياته، كما أدوّن أفكارا في مواضيع حياتية مجتمعية أناقشها ليس كطبيبة، ولا مختصة، وإنما كإنسانة تعلمت مما جادت به مواقف الحياة المختلفة، بعد تجربة مرضية غيرت مجرى حياتي بالكامل.. وجعلتني أصمد وأقف قوية في أشد حالات الضعف.. وعلمتني بأن ما ندركه في أوقات الألم لا ندركه أبدا في أوقات الدعة والدلال.. وأن ما نمر به يوميا من محن ومرارات ليس عبثيا.. بل حكمة الهية لتغيير اتجاه بوصلة قلوبنا للأوبة الخالصة إليه سبحانه.. مليكة بالكشة

التعليقات

No

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ميابيلا