يا أيها المبتلى استعن بالصبر والصلاة
رسالة لك يا أيها المبتلى مثلي، أوصيك ونفسي بالإستعانة بالصبر والصلاة، وعدم الجزع ففي النوائب يتكشف جوهر الإنسان ويستبين صبره، حزمه وعزمه، حكمته وحلمه، أمله وعمله، إنها اختبار حـقـيقي فعلا، ورفعة في الدارين لمن يريد؛ فيها ومنها وبها يعلو الإيمان، ويثقل الميزان، ويتبوأ الإنسان أعلى الجنان تحت عرش الواحد المنّان.
قال النبي عليه الصلاة والسلام { إذا كان يوم القيامة يوضع الميزان فيؤتى بأهل الصلاة ويوفون أجورهم بالميزان ثم يؤتى بأهل الصوم فيوفون أجورهم بالميزان ثم يؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالميزان ثم يؤتى بأهل البلاء لا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيوفون أجورهم بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أن لو كانوا بمنزلتهم من كثرة ثواب الله تعالى }
ألا تكفينا هذه البشرى .......ألا تعزينا !!
ابتُلى الإمام عمران بن حصين الخزاعي رضي الله عنه بمرض عضال ثلاثين سنة حتى ذاب لحمه على سريره المصنوع من سعف النخل، فكان يقول لزواره وهم يبكونه شفقة ورحمة، إنّ أحَبَّه إلى الله أحبَّه إليّ.
حين يقوى الإيمان في النفس البشرية يعرج بها إلى سماء روحانية أرحب وأفسح، فإذا البلاء في الجسم المادي الترابي لا في النفس. فتنعم الروح وتأنس بموعود الله، كأن الجسم والروح منفصلان عن بعضهما.
فالإيمان يجعل للإنسان حِلـــــماً روحانيا فوق حِلــمه، يصرف نفـسه عن كل رغباتها وغرائزها السفلية، ليرفعها فوق مصائبها وآلامها، وهنا يكمن سر الرضا واطمئنان النفس به.
إن أحبه إلى الله أحبه إلينا، وحق يقين في حسن اختياره لنا، وهو أفضل لا ريب مما كنا سنختاره لأنفسنا، فما الدنيا وما الحياة أمام ما يدخره سبحانه لعباده الراضين المخلِصين المخلَصين، نسأله أن نكون منهم. استعينوا أحبتي بالصبر والصلاة، واعلموا أن انتظار الفرج عبادة، وإن هي إلا ساعة وتنقضي فاحتسبوا أجرها عند الله..
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...