 |
| امرأة تنبعث من رماد |
لم أعد أستطيع المشي على الثّرى
لم أعد أريد أن أفكر فيما قد
جرى
مللت عبث الورى،
سئمت زمانا كل شيء يباع فيه ويشترى..
كرهت قلوبا لا ترى،
وأدمنت وعي الأوهام،
أن أعيـش واقعا من خيال..
غير أن الخيبات ظلام،
اكتسح أطياف السلام..
وهل يشبع من يقتات الأحلام؟
استجمعت الأنفاس،
علِّي أكتم أنين البأس،
وجئت إليك بقايا امرأة من حطام،
بقايا أحلام من سراب..
ليس معي إلا فراغ الجِراب
يحملني طيفي على جسد يعلوه
الخراب
جئت إلـيك صورة كما ترى
ففي ركنك يختفي العذاب
روحك تسكنني
تحيي آلــة التراب
مناجاتك تعيد العينين التي
جفاها الكرى
بعد أن نسيت ألوان الربيع
سكنها الحداد وخطف بريقها
البديع
فلما أوشك الأمل أن يخبو،
وسقطت أقنعة الظلام،
أتـى نورك يسعفني
من الوريد إلى الوريد
ينادي في وعي قلبي بفرح جديد،
يزف الأماني عروسا ليلة العيد،
يباهي صبرها التليد..
فها قد أضحى العذاب كالذّكرى،
وبزغت أوراق النور واحدة تلو أخرى،
وتحمّم الغصن العليل في نهر
الحياة
وأتت هدايا صبر السنين تترى
اليوم لم يعد يفزعني
ألا أمشي على الثرى،
أملي أن أحلق بأجنحة كنور قد
سرى
في علياء الطهر..
حبيبي، إني منك وبك وإليك
وهاذي الدموع تسكبها المُقل بين
يديك
فحنانيك
لا تدعني أضيـع في وحشة الطريق
أخشى عليّ منــي
وأخشى من نفسي أن تكبو في التأني
أيـا شـمس غـدي بدفـئك عني لا تـضنّي
أذيـبي الـصقيع ولا تـمنّي
أيـقظي صـباح عـمري
وأسـري للورى
أنـي انبعثت من رماد
ونسيت ما قد جرى
مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...