في سبيل تحقيق مقاصد الزواج
![]() |
في سبيل تحقيق مقاصد الزواج |
تتمة لمقال أهمية الأسرة في المجتمع نتدارس في هذا المحور مقاصد الزواج الناجح في تحقيق الإحصان والعفاف والمحافظة عليها في صرح الزواج الحصين ونطرح هذا السؤال الذي يفرض نفسه:
ب- كيـف السبيـل لتحقيـق معاني الإحصان و العفـاف و المحافظة عليها في الـزواج؟
1) توعية الآباء و
الأمهـات بأن دورهم تجاه أولادهم لا ينحصر في الإعالـة و توفير لقمة العيش، و إنما
يتجاوز ذلك إلى إحسان تربيتهم بالأسلوب القويم المتوازن و توجيههم بالشكل الذي
يضمن حمايتهم و تحصينهم، و خاصة في سن المراهقة، من استثارة الغرائز الجنسية و
الانفعالات العاطفية عند التوعية الجنسية، و هو دور يشاركهم فيه المربون في مختلف
المراحل العمرية للأبناء، و يلزمهم لتحقيقه ما يلي:
- استخدام الأسلوب الأمثل في التعبير، و الملائم لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل العقلي و الوجداني.
- إدماج المعلومات الجنسية بصورة ملائمة لمرحلة الطفل العمرية في مواد العلوم المناسبة لها كعلم الأحياء، و العلوم الصحية، و العبادات و الأحوال الشخصية، و التربية الدينية.
- اقتران عرض مواد التوعية الجنسية بتعميق الآداب السلوكية الإسلامية المتصلة بهذه الناحية، و بيان الحلال من الحرام، و مخاطر انحراف السلوك الجنسي عن التعاليم الإسلامية السامية.
- العمـل على وقاية المراهقيـن من الممارسات التي تشجع على الانحراف، أو على إثارة الغرائـز الدنيا المخالفة للتعاليم الدينية و لقيم المجتمع، كالاختلاط و التبـرج و ارتيـاد الجنسيـن لأماكن الفساد و اللهو العابـث.(المادة 112 من الميثاق بتصرف)
2) التشجيع على التبكيـر
بزواج الشباب، درءا لدواعي الانحراف الأخلاقـي و الجنسي مع تيسير سبله و تذليل
العقبات و الصعاب الصارفة عنه، و مع الارتفاع بوعي الأمة لإدراك أهمية الزواج في
سن مبكرة، لما يؤدي إليه من سـد لأبواب الرذيلة و تكريس للعفة و الإحصان و شيوع
لثقافة الطهر.
3) توعية الشباب بخطورة وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، خصوصا عندما توظف بطرق سلبية و هدامة، مع العمل على إيجاد بدائل إعلامية هادفة و جادة تسير وفق ضوابط الشرع (برامج تلفزية، فنون، مسرحيات...)
4) الانفتاح على الفضاءات التعليمية و التكوينية لإلقاء محاضرات و عقد ندوات و أيام دراسية لإفادة الطلبة و التلاميذ بكل ما هو مفيد و بناء في مجال الزواج، و بما يرسخ الأفكار السالفة الهادفة لتحقيق معاني الإحصان و العفاف و يضمن المحافظة عليها.
5) العمل على حماية القيم الخلقية و الاجتماعية الفاضلة، و محاربة العلاقات الجنسية الغيـر المشروعـة، وقاية للأسرة من الانهيـار، و تحقيقـا لسعادتها و استقرارها و تنمية للإقبال على الزواج المشروع (المادة 29).
ج- ما هي المعيقات و
العراقيل المانعة من تحقيق مقاصد الزواج؟
لن نستطيع الإحاطة بها كلها، لكن نورد بعضها كالآتي:
- عدم استحضار الجانب التعبدي للزواج
يؤدي إلى تغييب بعده الأخروي لدى الأزواج، ما يؤدي إلى عدم مراقبة الله تعالى في
العلاقة الزوجية و عدم الوقوف عند حدود شرعه.
- طغيان أعراف و تقاليد ما أنزل الله
بها من سلطان على مقتضيات الشرع في الخطوبة و عند العقد، و طقوس يأباها الدين و
تنفر منها الفطر السليمة في الاحتفال بالزواج كالرقابة على الزوجين ليلة العرس و
فضح خصوصيات العروسين، و الرقص على وعـاء أو طبـق يحمـل رمز البكارة و غيرها، و
الحال أن مقومات الزواج و الحفل المقام بمناسبته و ما يسبق ذلك و ما يليه يجب أن
يتم و يتشكل وفق الضوابط و القيم الاجتماعية في الإسلام.
- اختلاف الأعراف و التقاليد و
انعدام التوافق الاجتماعي و الفكري بين طرفي العلاقة الزوجية، و الحال أن من عوامل
نجاح الزواج كما سلف بيانه في المادة 51 مراعاة التكافؤ في السن و الثقافة و البيئة
الاجتماعية.
- سطوة و هيمنة الإعلام الهابط و
المخرب للأسرة المسلمة.
- فك الارتباط بين العقيدة و الشريعة في كثير من مناحي حياتنا.
المحور الثاني: الرسائل و التوجيهات و الوسائل و الأساليب:
و هذه نستهدف بها فئتيـن: المقبليـن على الزواج و المتزوجيـن كفئـة أولى و الآباء و الأمهات كفئـة ثانيـة.
- توعية الشباب بخطورة وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، خصوصا عندما توظف بطرق سلبية و هدامة، مع العمل على إيجاد بدائل إعلامية هادفة و جادة تسير وفق ضوابط الشرع (برامج تلفزية، فنون، مسرحيات...)
- الانفتاح على الفضاءات التعليمية و التكوينية لإلقاء محاضرات و عقد ندوات و أيام دراسية لإفادة الطلبة و التلاميذ بكل ما هو مفيد و بناء في مجال الزواج، و بما يرسخ الأفكار السالفة الهادفة لتحقيق معاني الإحصان و العفاف و يضمن المحافظة عليها.
- العمل على حماية القيم الخلقية و الاجتماعية الفاضلة، و محاربة العلاقات الجنسية الغيـر المشروعـة، وقاية للأسرة من الانهيـار، و تحقيقـا لسعادتها و استقرارها و تنمية للإقبال على الزواج المشروع (المادة 29).
(يتبع)
الباحث في شؤون الأسرة ذ وحشي عبد العزيز
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...