الإستقرار الزوجي مطمح ينشده كل مقبل على الزواج، وبديهي أن تعتريه الحيرة بخصوص معايير اختيار الزوجة التي يسكن إليها وتسكن إليه، وتعينه على مصاعب الحياة. ومضة اليوم ستكون من نيّرات فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله في فيديو نادر وأكثر من رائع صادفته على يوتيوب وأحببت أن أدرجه لكونه يجيب عن أسئلة تراود فئة من الشباب بطريقة رائعة تزيل اللبس عن ماهية الثوابت والمتغيرات لعملية الإختيار.
يؤكد الشيخ أن العملية ينبغي أن يحكمها مقياس ثابت يعايش مسيرة حياة مطمئنة ودائمة تكون محطة استقبال أطفال متلاحقة، وليس ما يمتع النظر بجمال رؤياه؛ لأنك غدا أيها الشاب ستحتاجها مدبرة وصبورة، عفيفة وشريفة، حكيمة وحليمة تتحمل معك تبعات التربية، وتساير مراحل الطفل العمرية بمرونة ومهارة علمية.
{ تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك } حديث صحيح
معلوم أن الإنسان مجبول بفطرته على حب الجمال، وغالبا ما تجد الفتى أو الفتاة يوليان الأولوية لمعيار الجمال في اختيار شريك الحياة، ويركزان على مواصفات شكلية محددة، فالفتاة تريده وسيما مفتول العضلات، والفتى يطلبها حسناء شبيهة ببطلات المسلسلات. فما أن يتم الزفاف حتى ينشب الخلاف على أمكَ عملت.. وعائلتكِ قصرت.. وتبدأ المناوشات من مستهل الحياة الزوجية أو بالأحرى من أول يوم في شهر العسل.
انظر أيضا توجيهات هامة للمقبلين على الزواج
تأكد أن جمال الشكل وحده ليس كافيا في مواصفات الزوجة المستقبلية ، فالجوهر الضمني المتجلي في الحكمة وحسن الخلق ، وسعة الأفق هو المقياس والأساس الذي يقوي وثاق الحب والارتباط ، لأن القصد في النكاح ليس الإثارة والإهاجة، ولكن القصد إذا هاجت طبيعة التكوين وجدت مصرفا حلالا شرعه الله.
كن على يقين بأن حسن تحديد معايير شريكة الحياة سيجعلك تكتشف كل يوم في امرأتك صفة جمالية أخرى تجعلك تحبها أكثر وتحترمها أكثر فأكثر. فتستحيل حياتكما عمر عسل بدل شهر عسل، وتذكر " يا بني أن هذه المرأة تركت بيت أبيها وابتعدت عن أمها وأخوتها.. فكن لها كل هؤلاء"
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...