F
ميابيلا ميابيلا
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...

  1. آااه آه أحسست بك وبكل كلمة نطقتها قبل كتابتها، علمت حالك وعرفت مكنونات صدرك.
    لن أقول لك شيئا غير أن دعائي لك في سجودي لا ولن ينقطع بإذن المولى الرحيم ..
    شفاء لا يغادر سقما يارب ولا يترك ألما يا رحيم ��

    ردحذف
    الردود
    1. دعاؤكم يقويني، ويمحني السكينة.. أسأل العلي القدير أن يديم عليكم نعمة الصحة ويمتعكم بكامل العافية
      جزاكم الله خيرا

      حذف

خطرات قلب مبعثرة

خطرات قلب مبعثرة 


خطرات قلب مبعثرة
خطرات قلب مبعثرة






   ينتابني الحنين في أوقات لولوج المطبخ ، وتحضير طائفة أطباق من تلك التي تحبها أسرتي مثل الأيام السالفات .. 

ومن شدة ما تعتمل الرغبة بداخلي ، تترجم إلى وقائع في حلمي كأنما رأفت بحالي ، وأرادت التنفيس عني بعيش الدور ولو في الأحلام.. 
فأراني أطبخ ، وأقوم بأشغال البيت ، وأغير ترتيب الأثاث لكأني أقوم بذلك حقيقة ، وأندهش كيف بقيت قاعدة بينما أستطيع الحركة هكذا ، والإعتماد على نفسي دون الحاجة لمساعدة ..
 
وفي الصباح ، أستيقظ محاولة النهوض من السرير، فيذكرني جسدي أني أحلت لتقاعد مبكر منذ 2002  ..


أسري عن نفسي أحيانا باستكشاف جديد الأعمال اليديوية ، والديكور، ثم أعرج في طريقي على يوتيوب وبعض الفيديوهات لمدونات مغربيات من اللواتي أتابعهن ، ويستهويني ما يعرضنه من وصفات الطبخ المغربي العريق ، وأفكار في تدابير المنزل ، وتشكيلة أطباق يبدعن في تحضيرها ، وتقديمها على بساط المائدة البهيج

فيتأجج حنيني للمطبخ رغم أني لم أكن في السابق من عشاق الطبخ ، لكن لا أعلم لماذا بدأ يستهويني المجال بشدة مؤخرا ! أتراه الميول اللصيق بالأنثى ؟ أم أن اليوتيوبرز حركن الرغبة الهاجعة بداخلي لأعوام ، أو لعلهما تواطآ عليّ معاً ، لا أدري ..! 


ماذا لو لم يقعدني المرض ، هل كنت سأتقاعس يوما من الروتين اليومي الملازم لربة البيت ؟ 


سؤال يراودني كثيرا عندما أسمع عن تبرم أمهات مسكينات ، ولجوئهن لمساعِدات في المطبخ تعد وجبات غذائية ، و تحضر عجائن وحشوات الشوصون ، والعصائر وما إلى ذلك مما تشتهيه بنات البطون ، وتكديسها في الفريزر، رحمة بأنفسهن من إجهاد وقوف في المطبخ بالساعات . 

بعد مرور 17 سنة من التقاعد ، يحضرني من الذاكرة قول الدكتور الذي كان مهتما بحالتي آنذاك حين كان يعودني في بيتنا فينة بعد فينة: عام وستقفين ، وتمشين خطوة خطوة بإذن الله . 


صرخت صرخة مكتومة تصدعت لها أركان صدري يا الله كيف ذلك ؟ ! عام كامل لن أتحرك ، ولن أمشي ! 

يا إلهي رحمتك ، كيف سيكون حالي ؟ كيف سأتحمل ملازمة السرير؟ 


وها قد انصرمت سنوات طوال كأنها لحظة ، بالرغم مما تلفعت به سويعاتها من الشجن والمغالبة ؛ الشجن في الإنفصال عن تلك التي كنتها ، ومغالبة المرض وخطرات القلب 

أمر واحد لم أتمكن من التعايش معه لحد الآن هو توجعي لأجل ريحانتيّ اللتان تجاهدان في محاولة التوفيق بين الدراسة والإعتناء بي ، رؤيتي يوميا لما تكابدانه في ذلك السبيل يتعب قلبي كأم كانت لا تألو جهدا في سبيل راحة وهناء أطفالها . 


هناك أمور يصعب أو بالأحرى يستحيل التأقلم معها لولا لطائف الله وتثبيته ، فلا زالت الخطرات تأبى إلا أن تهيضني من غير رحمة ، وتتنازعني خصوصا عندما أدخل المطبخ لإرشاد ابنتيّ أو زوجي في تحضير وجبات خفيفة ، بطُرق يستدعيها الظرف نخرق بها قواعد الطبخ المتعارف عليها اختصارا للجهد ، ومراعاة للوقت الذي يدركنا بسرعة . 


ربما اعتقد الرائي أني في جِمام ، وراحة على كرسي بلا تعب ، أعرب عنها مرة عبد الفتاح ببراءة طفولية ' سْعْدَاتْك كِيكَة نْتِي غِي جَالْسة مَكَتْعْيَايْش ' 


ياليته كان محقا ، بيد أن الراحة تودع الجسد ما لزم الراحة . إن المتعب ينام على وسادة من حجر فيستريح ، أما المقعد فلا يرتاح ولو على وسادة من ريش كما قيل . حقيقة لن يستوعبها عقل في مثل سنه الصغير، بل جبلة من الناس تجهلها رغم نضوجهم في العمر ، فيتوهمون بأنهم ينعمون بالرقاد ، ويؤثرون الخمول على الحركية والإنتاج ، أشفق عليهم أكثر من شفقتي على نفسي . 


أتأمل حشرة دقيقة حطت رحالها على أصبعي في هذه الأثناء ، أحاول تحريك يدي كي أبعدها دون جدوى .


سبحان الله ! الأطراف هي هي، لم تتغير ولكنها ما عادت مسخرة لي كما كانت ، وما لي سلطة عليها إلا إن أذن الله بذلك ،{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} سورة الأنعام 46 ألا فليتعظ أولوا الأبصار.  


عجبا كيف لضغطة في النخاع الشوكي أن تحدث هذا العجز ؟ أي سر وضعه الله في هذه المادة البيضاء الرخوة المحمية داخل العمود الفقري حتى تقوم بنقل الإشارات الكهربائية بسرعة خارقة من وإلى الجهاز العصبي المركزي ومنه إلى العضلات .. 


إعجاز إلهي يحدث في كل حركة نقوم بها دون وعي ، يدعونا أن نتفكر مليا في أنفسنا ونسبّح لله الواحد الأحد . 


سألتني مرة ابنتي عما كنت سأفعله لو عادت لي صحتي .. آه يا بنيّتي ! مؤكد أن النظرة التي أنظر بها الآن للحياة وللأشياء، مختلفة تماما حبيبتي . لو قدر ذلك يوما، وما ذلك ببعيد ولا عزيز، لفعلت أشياء كثيرة لأمور دنياي وآخرتي، أتدارك بها ما فاتني قبل الإصابة وبعدها ، ولا أظنني سأفكر في الجلوس أو النوم لأيام ، لأني مشتاقة للمشي ، مشتاقة للحركة والتنقل بحرية ، وأخشى إن قعدت أو نمت أن لا أستطيع النهوض مجددا . سأتحرك بلا توقف ، سألبي طلباتكم بلا تعب . 


طبعا، فأنا أحنّ للذاذة العطاء التي حرمت منها لردح من الزمن ، ولا يدركها الكثير من الناس ، وهي متعة لا تضاهيها متعة في هذه الحياة .


دمتم بسلام ووئام مليكة

عن الكاتب

مليكة بالكشة صانعة محتوى وكاتبة مقالات على عدة مواقع، متتبعة لسبل التعليم الذاتي والتطوير المستمر، تم اختياري في 2015 سفيرة لمنصة إدراك التي نهلت من مبادراتها الكثير. كنت أول مغربية تحظى بهذا اللقب، واعتبرته وساما وشّح مسار تعلمي، شحذ همتي لطموحات اخرى في الانترنت الذي أتاح لي فرصا ما كانت لتحقق لولا تيسير الله للجني من محامده التي لا تجحد. مما رسّخ قناعتي بأن أفضل سبيل للتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقنا، هو الإنجاز والصمود أمام المواقف ومواجهتها بمرونة وعدم تشنج أوانفعال. ولإيماني بأن تغيير نمطية التفكير عندما يكون بفلسفة المحبة تكون طاقته أعلى في التأثير، حركتني عاطفة جياشة لتأسيس مابيلا، التي أشارك بها تجربتي كما تجارب إنسانية أخر ربما تنفع أو تعين شخصا، بطريقة ما، في تحسين جودة حياته، كما أدوّن أفكارا في مواضيع حياتية مجتمعية أناقشها ليس كطبيبة، ولا مختصة، وإنما كإنسانة تعلمت مما جادت به مواقف الحياة المختلفة، بعد تجربة مرضية غيرت مجرى حياتي بالكامل.. وجعلتني أصمد وأقف قوية في أشد حالات الضعف.. وعلمتني بأن ما ندركه في أوقات الألم لا ندركه أبدا في أوقات الدعة والدلال.. وأن ما نمر به يوميا من محن ومرارات ليس عبثيا.. بل حكمة الهية لتغيير اتجاه بوصلة قلوبنا للأوبة الخالصة إليه سبحانه.. مليكة بالكشة

التعليقات

No

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ميابيلا