ليلى جانا الفتاة التي غيرت حياة 11 ألف شخص وسخرت حياتها لمساعدة الفقراء
![]() |
ليلى جانا الفتاة التي غيرت حياة 11 ألف شخص وسخرت حياتها لمساعدة الفقراء |
قائمة إنجازات عظيمة أذهلتني ، لو اطلعت عليها قبل أن أعرف صاحبتها ، لاعتقدت أنها تعود لشخص ستيني أو سبعيني من عمره . لم تصنفها شركةFast عبثا من بين أكبر 60 شخصية مؤثرة ساهمت في تغيير العالم ، اعتبرت قائدة عالمية شابة للمنتدى الاقتصادي العالمي ، ورائدة في المشاريع الإنسانية ، بتأسيسها منظمة Samasource عام 2008 ، و كانت باحثة زائرة في برنامج ستانفورد للعدالة العالمية ومع مركز الفلسفة التطبيقية والأخلاق العامة بالجامعة الوطنية الأسترالية. تقلدت مناصب عدة ؛ إذ عينت المدير المؤسس لحوافز الصحة العالمية ، ومدير منظمة كير Care بالولايات المتحدة الأمريكية ، وزميلة TechFellow لعام 2012 ، وزميلة TED ، وحصلت على جائزة Club de Madrid للقادة الشابة الافتتاحية سنة 2014 ، كانت أصغر شخص يفوز بجائزة Heinz ، وفي ذلك العام تم اختيارها كواحد من رواد الأعمال الواعدين في Fortune ، مما جعل ليلى جانة محور حديث الإعلام ، وصورة غلاف في عدة مجلات منها Entrepreneur و Fast Company و Conscious Company .
من هي ليلى جانا ؟
أصلها من الهنود المهاجرين الذين استقروا بالولايات المتحدة الأمريكية ، ولدت شمال ولاية نيويورك في ليوستون الواقعة بمقاطعة نياجرا ، وترعرعت في إحدى ضواحي لوس أنجلوس . التحقت بأكاديمية
كاليفورنيا للرياضيات والعلوم حيث حصلت خلال سنتها الأخيرة على منحة دراسية مدتها
ستة أشهر لتدريس الطلبة الصغار اللغة الإنجليزية في غانا.
عندما ذهبت إلى هناك وبالضبط بقرية أكوابيم ، صدمت بما شهدت عليه من مأساة
للموهوبين ، ودأبهم في دفع الفاقة ، ومكابدتهم شظف العيش ، بسبب العزلة الجغرافية
عن الوظائف ذات الدخل المناسب ، تغيرت وجهة بوصلتها ، وتشكلت رسالتها في الحياة .
تقول:
" لم أختبر شيئًا مثل الفقر
الذي رأيته هناك، لقد شعرت بالمعاناة الشديدة الناجمة عن الفقر عندما رأيت ما يجب
على الناس فعله كل يوم للبقاء على قيد الحياة، وشهدت كم يضيّق الفقر الخناق
على الناس."
التجربة ألهمت ليلى لدراسات التنمية
الأفريقية في جامعة هارفارد . وشغلت بالتوازي مع دراستها بعض الوظائف ،
منها ؛ رئيسة سكرتارية نموذج الأمم المتحدة بجامعة هارفارد ، وعملت ميدانيا مع بعض
الأكاديميين في البنك الدولي في مجموعة أبحاث التنمية بالبرازيل ، موزمبيق ،
بورنيو، السينغال بصفتها باحث وكاتب في أدلة سفر Let’s Go .
وبعد التخرج ، تقلدت ليلى منصب مستشار إداري
لشركة بوز وشركاؤه التي كانت تحمل إسم
Katzenbach Partners في ذلك الإبان . وأثناء قيامها بواحدة من أولى مهامها
المهنية ، كمديرة لمركز اتصالات في مومباي ، علمت بشأن أحد موظفيها الذي كان يتنقل
للعمل يوميا من منزله الكائن في أحد الأحياء الفقيرة بواسطة عربة يد ، الأمر الذي
حركها للتفكير في إنشاء مؤسسة متخصصة في دعم الفئات الهشة . وبالفعل أنشأت Samasource في 2012 .
" أسست Samasource لأنني شعرت بالإحباط من
الأساليب التقليدية للتخفيف من حدة الفقر. وحتى تلك الأساليب التي تركز على
الوظائف غالبًا ما تزود الفقراء بالمهارات التي لا يوجد طلب عليها في السوق."
منذ تشييد المؤسسة أثرت في حياة أكثر من
50000 شخص في البلدان النامية حول العالم من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة
ليصبحوا عمالًا منافسين في العصر الرقمي. من بينهم سيدة كينية تدعى فانيسا لاكي
كاني ، كانت تعمل مقابل دولار في اليوم ، وهو ما لم يكن كافيًا لعيش كريم . فقدمت
لها Samasource عرضا للعمل كمساعد افتراضي لعميل كندي ، وكقائد داخل الشركة. مما أتاح لفانيسا
تحقيق حلمها في الدراسة في الولايات المتحدة ، وحصلت على منحة دراسية في كلية
مجتمع سانتا مونيكا ، حيث تمكنت من دراسة الهندسة . وهكذا نجحت هذه المرأة في
إعادة بناء نفسها بفضل المساعدة الثمينة التي قدمتها ليلى جانه .
والشركة توظف
اليوم أشخاصًا من شرق إفريقيا والهند ، وتدربهم على مهارات البيانات الخاصة
بالذكاء الاصطناعي والعمل الرقمي الأوسع نطاقًا ، و تقدم حلولًا تجمع بين ابداعات
الدماغ البشري والتكنولوجيا لمجموعة من الشركات العالمية. بما في فيها Microsoft و Walmart .
جمعت Samasource عام 2019 تمويلًا بقيمة 14.8 مليون دولار من
الجولة الأولى من التمويل ، وبنفس العام عينت Samasource كشركة تكنولوجية هادفة للربح مع Sama ( المؤسسة غير الربحية الأصلية ) كأكبر مساهم
في الشركة. وفر هذا التحول إمكانية الوصول إلى رأس المال الخارجي للتوسع مع ضمان
بقاء التأثير الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من النشاط الأساسي .
جهود ليلى كان يوجهها
مبدأ واحد ؛ وهو حفظ كرامة الإنسان بـ ' خلق فرص العمل ، يمكننا القضاء على الفقر في
العالم ' وبالفعل وجدت ليلى دوما طرقًا جديدة للوفاء بهذه الرسالة الانسانية .
في 2013 ، رأت بأن تدرب على مهارات محددة ومطلوبة في ميدان العمل الرقمي ،
فأطلقت ثانية مؤسسة غير ربحية ' Samaschool ' ، غايتها إعادة تشكيل مهارات الاقتصاد الجديد ، وسد
الفجوة الرقمية في الولايات المتحدة ؛ عن طريق رفع مستوى المعرفة التكنولوجية في
المجتمعات المحلية المحرومة. تقول ماريا كونيكوفا في باسيفيك ستاندرد بهذا الشأن : " لقد قلبت
المعادلة ، بدلاً من تعليم مهارات محددة موجهة إلى وظائف ملموسة ، كانت تدرب
العمال المحتملين على مهارات الكمبيوتر الأساسية ومحو الأمية الرقمية التي يمكن
ترجمتها بعد ذلك إلى أي عدد من الوظائف عبر الإنترنت "
لم تقصي المرأة من
التفاتاتها النبيلة ، فبعد سفرها لأوغندا ، لاحظت عدم استغلال سكان المنطقة لنبات
بري عجيب موجود بكثرة ، وينمو بشكل عشوائي على طول نهر الليل ، ويعتبره سكان
المنطقة سرا من أسرار الجمال لديهم .حيث بدا لها أن تستفيد من هذا النبات المسمى اللنيلوتيكا Nilotica ، لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي المترديين للمرأة
الأوغندية بتأسيس شركة LXMI سنة 2015 ، واعتماد النبتة كأساس في صنع مستحضرات تجميل عضوية للعناية بالبشرة
. لما لنبتة اللنيلوتيكا من فوائد جمالية ، وخصائص طبية علاجية .
فأطلق المشروع تحت شعار “Beauty for Humanity” مركزا بشكل خاص على
النساء الافريقيات ، فأنقذ المئات ، منهن اللواتي ترملن أو تأثرن بسبب الحرب . إذ
تم توظيفهن وتكليفهن بزراعة وحصاد مكونات منتجات LXMI الطبيعية.
تمكنت الشركة منذ ذلك الحين من توظيف حوالي
11000 شخص ، وتدفع لهم ثلاث مرات أكثر من متوسط الأجر المحلي، مما يتيح لهم إعالة
أسرهم، فطبقت بذلك عمليا على أرضية الواقع ما كانت تؤمن به : أفضل
طريقة للتصدي للفقر - حسب ما ورد في كتابها “Give Work”- هي خلق فرص الشغل مما
يمنح الأشخاص القدرة على تغيير حياتهم . وأصبحت ليلى جانة واحدة من أكبر أرباب العمل فى شرق إفريقيا. وسرعان ما توسع
نشاطها التجاري ، وتم اختياره كجزء من مجموعة Accelerate Cohort من Sephora المصممة للمؤسسات النسائية ، لدعم
الاقتصادات المحلية في سورينام وكينيا وجنوب إفريقيا.
في الآونة الأخيرة ، حصلت
LXMI على شراكة كبيرة مع
Conservation International للحفاظ على 235000 هكتار من الأراضي البرية
في منطقة الأمازون حيث يتم الحصول على العديد من الأدوية التقليدية التي هي مكونات
منتجات LXMI .
" التحدي الأكبر خلال الخمسين عامًا القادمة سيكون خلق عمل لائق للجميع ".
كانت ليلى جانا تسير برؤية واضحة ، وكانت مسيرتها حافلة بالعطاء والعمل الإنساني كان سيمتد ليطال مناطق أخرى حول العالم لولا رحيلها االمفاجئ في وقت مبكر
تعرفوا على آخر مرحلة في حياتها المقال الموالي ودمتم بسلام ووئام - مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...