اضطراب يصيب المراهقين والنرويج تصدر قانونا يجبر المشاهير على الإقرار بالفلاتر في الصور
قانون جديد في النرويج يجبر مشاهير السوشيال ميديا على الإقرار بالفلاتر في صورهم ولو كان أصغر تعديل
حرصا على الشفافية، وردعا لترويج معايير جمال مغلوطة وغير واقعية، أصدرت وزارة شؤون الطفل والعائلة النرويجية قانوناً يلزم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي النرويجيين بوضع شارة حكومية على صورهم الشخصية في حال عدم مطابقتها للواقع مئة في المئة، كتصريح بتغييرات أجروها عليها حتى يروجوا لمنتجات مقابل مبالغ مالية.
وقد تمت المصادقة على القانون في البرلمان النرويجي بتصويت من الأغلبية التي بلغت 72 صوت ، وسيدخل حيز التطبيق فور موافقة ملك الترويج عليه ، لكن القرار أزعج نجوم السوشل ميديا، وحرك السجال بين داعمين ورافضين للفكرة.
لا أحد يملك أن ينكر ما يسرته الخدمة لمستخدمي مواقع التواصل؛ من مؤثرين، وباحثين عن الشهرة، ولا المستوى المتطور الذي وصلت له تقنيات السناب شات، وإنستقرام وما جاورهما، فقد أبدعوا في فلاتر وجوه مذهلة، تظهر الشخص في أبهى حلة، بل أجمل بكثير مما هي عليه على أرضية الواقع، لدرجة ربما تجعل جنس الأولاد يولعون بأشكالهم في هيئة إناث، أكثر من هيأتهم كذكور، ويستمتعون بتجسيدها في لايفاتهم، وقصصهم، وهنا مكمن الخطورة..
الأكثر من هذا، أن من شدة هيمنة الجمال الإفتراضي، واعتماد فلاتر التجميل، لم يعد يتحمل أحد مطالعة وجهه على طبيعته في المرآة؛ لأنها تظهر العيوب بشكل كثيف من بثور، مسامات واسعة، تصبغات... وأخذ صورة دون ترميم، ونشرها عفوية من غير مؤثرات، أصبحت حركة مستحيلة للغالبية العظمى،
إقرأ أيضا إنتشار ثقافة السيلفي والفلاتر وهوس الجمال
اضطراب يصيب المراهقين ويعرض بعضهم للتنمر بسبب الصور الفوتوغرافية المنشورة عبر الإنترنت
اضطراب يصيب المراهقين ويعرض بعضهم للتنمر بسبب الصور الفوتوغرافية المنشورة عبر الإنترنت
أذكر فتاة جميلة أخبرتني مؤخرا، أنها تتمنى لو تجري عملية تجميل حتى تصبح كتلك التي تبدو عليها بفلتر انستقرام، وهي جميلة بالفعل لكنها لا ترى ذلك، ولم تعد مقتنعة بشكلها بتاتا.
" حتى وإن تجاهلوا ما يقوم به المشاهير، لن يستطيعوا في الوقت ذاته تجاهل ما ينشره أصدقاؤهم. " جملة ما قال 1300 مراهق من فئة عمرية تتراوح بين 13 و18 عاما في المدارس البريطانية، عبروا بها عن معاناتهم لما طلب منهم تحديد موقفهم من منصات التواصل كـ "انستغرام" و"فيسبوك” و”تويتر” فتوحد تصريحهم بتلك المشاعر المعبرة عن حجم التخبط، والإحباط التي يحسونها...
الأمر صراحة لا يقتصر على المراهقات، بل يشمل السيدات كذلك، حيث كشفت دراسة في جامعة فلوريدا أجريت على 960 امرأة تستعمل منصات التواصل الاجتماعي لمدة 20 دقيقة فما فوق، فوجدوا علاقة وطيدة بين زيادة مدة استخدام هاته المواقع مع الإصابة باضطرابات الأكل، ورهاب الزيادة في الوزن.
الشعور بالدونية، العدوانية والعزلة الإجتماعية.. وأمراض نفسية أخرى لا حصر لها، جميعها انعكاسات للفلاتر على الصحة العقلية والبدنية للكبار والمراهقين، كما يزيد أنه يزيد من إحتمالية الإصابة بـ " اضطراب تشوه الجسد "، استنتاج أثبتته دراسات مختلفة، وحذرت منه الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين مؤكدة أن هذا الاضطراب ينضوي ضمن الوسواس القهري، المؤدي للقلق بسبب عيوب موجودة في الجسم أو يتوهم الشخص المصاب وجودها، وقد ينتهي به الحال للإكتئاب أو محاولة الانتحار.
فالمرجو من الوالدين أن ينتبهوا لإفراط أولادهم في استعمال هاته الأدوات، وحبذا لو يتمكنا من إقناعهم بتقنينها ذاتيا، اتقاء لشرها وآثارها الجانبية على المدى الطويل.
ما رأيكم أنتم في بادرة النرويج؟ وكيف تتخيلون منصة انستقرام لو طبق هذا القانون في جميع الدول؟
دمتمم بسلام ووئام - مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...