خمس فرص استثمارية في رمضان لا تفوتيها عليك أيتها الأم

رمضان استعداد مسبق واستثمار موفق

يمثل الشهر الفضيل من السنة فرصة مثالية للاستثمار الأسري التربوي، ففي هذا الشهر المبارك تتوفر العديد من الفرص التي يمكن للأسر الاستفادة منها لتعزيز القيم التربوية والدينية، وتحقيق أهدافها التربوية والروحية. بيد أن تحقيق التقوى هو الغاية الأساس والأسمى التي يجب استحضارها عند التفكير في هذه الاستثمارات الأسرية، ويتعين على الاسرة والأم بالخصوص التخطيط لها بدقة ووضعها في برنامج، يكون كعقد إلتزام وإلزام، عقد إلتزام مع الله، وعقد إلزام للنفس يرغمها على الاستمرار ويمنع تملصها، ويرغبها في تحقيق المقاصد الروحية والتربوية العظيمة داخل الأسرة.

في هذا المقال، سنلقي نظرة على خمس فرص استثمارية في رمضان ، تساعدكِ في تحقيق الأهداف التربوية والدينية التي ترغبين فيها لأسرتكِ. وهو الجزء الثاني من سلسلة " رمضان شهر التغيير: كيف تغيرين أسرتك في رمضان - الاستعداد المسبق". فلا تفوتيها عليكِ وتابعي معي

الفرصة الأولى: هي العناية بالقرآن الكريم، حفظاً وتلاوة وتفسيراً وتدبرا، فالقرآن نزل في هذا الشهر وكان جبريل يدرّس به نبينا صلى الله عليه وسلم. فالشهر شهرالقرآن وختمه ومدارسته اسريا او فرديا يعد انتصاراً حقيقياً،. لكن لا ينبغي أن تكون الغاية من التلاوة إنهاء الختمة في أقل مدة ممكنة لبدء ختمة أخرى رجاء نيل الثواب مصداقا لقوله- صلى الله عليه وسلم-: من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف } [1] . "لا خير في قراءة ليس فيها تدبر" كما قال سيدنا علي ابن أبي طالب، وقول الحسن بن علي: "اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه" يقول صلى الله عليه وسلم: {ستكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القول ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيَهم} [[2

الفرصة الثانية: للتعرض للنفحات الإلهية بالاحسان في بذل المعروف ومد يد العون لضعيف أو معوز أو رعاية يتيم ومريض. استجابة لأمر الله تعالى والدخول من بوابة أحب الأعمال إلى الله تعالى، ومن لم تستطع منكنّ، أو لم تجد لذلك سبيلا مع الأبعدين تفعله مع الأهل والمقربين وتحتسب، ثم تتوجه للفرصة الثالثة

للفرصة الثالثة ديننا دين أخلاق ومعاملة برقي، ورمضان الكريم يعتبر فرصة استثمارية عظيمة للصائم لزيادة حسناته والوصول إلى مرضات الله عز وجل. بتحسين سلوكه مع الآخرين والجبر بخواطرهم واعذارهم وتقدير ظروفهم، قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيءٍ أثقل في الميزان من حسن الخلق" . ويجدر بالصائم ان يتسع صدره وينطلق لسانه بالكلمة العذبة الطيبة، لا أن يضيق صدره ويعبس وجهه، عليه أن يتحلى بالبشاشة وأن يزيد رفقه ويتنامى عطفه على أولاده وافراد أسرته ثم الآخرين . وأنتن أخواتي اللواتي في بلاد المهجر سفيرات لهذا الدين، انتن تمثلن دين الإسلام السمح الذي حث على السجايا الحميدة الحسنة، وابدأن أخواتي من البيت؛ لأن مشعل الاخلاق يرفع بين أفراد الاسرة، و سراج المؤمن يجب أن ينير بيته ابتداء.

الفرصة الرابعة في الاستثمار الأسري: يمكن للأسرة الاستثمار في شهر رمضان اغتناما بركته وطاقته العالية في اثراء العاطفة واحياء الحميمية بالجلوس معا في فضاء حواري أسري دافئ للإنصات لا للتوجيه المباشر أو الانتقاد ( لوليدات طاجّين يا الأخوات كيعانيو مساكين صبرو عليهم وطولو بالكم معاهم).. كسب الأولاد وإعادتهم لحضن الأسرة لا يتمّ ولن يتم إلا بمد جسور التواصل وتقوية أواصر المحبة والثقة معهم.. وقضاء بعض الوقت الممتع معا، يعد أهم خطوة لترميم العلاقات بين أفراد الأسرة وتجويدها، وأول خطوة لتقويم اعوجاج السلوك..

الفرصة الخامسة في الاستثمار التربوي: يحسن بالأبوين اغتنام هذا الشهر في الاستثمار تربويا بالمشاركة الاسرية في فعاليات جمعوية خيرية كتنظيم موائد رمضان، جمع تبرعات وصدقات-إن أمكن ذلك- لتحسيس الأولاد بقيم الرحمة والتضامن. وتعليمهم المفاهيم الإسلامية الصحيحة، مثل أهمية الصوم، الصدقة والذكر في التقرب إلى الله، مدارسة القرآن، قصص الأنبياء، دراسة السيرة النبوية والتعرف على تاريخ الإسلام، التعرف على الصحابة لتعزيز القدوات... ويتأتى هذا من خلال إعداد مشاريع تعليمية اسرية يجتمع فيها المرح بالتعليم، والمتعة بالتربية والتقويم، والتنويع في الاساليب حتى لا يتسلل إلى قلوبهم الملل، مرة بورشة أعمال يدوية بسيطة، ومرة بمسابقات وانشطة تفاعلية يشترك فيها كل افراد الاسرة. امنحي طفلك عزيزتي فرصة التفاعل والمشاركة في هذه النشاطات المتنوعة وحفزيه ليبدع .. - يوجد عدة كتاب للاستعانة بها؛ ككتاب رجال حول الرسول مصدر رائع، كتب د محمود المصري... يوجد بودكاست تحفة للدكتور الحزيمي تجدن به افكارا مبدعة قمة في الروعة إن أردتن تطبيقها واضافة تعديلات عليها، هناك كذلك موقع بالعربي الذي يوفر قصصا وبرامجا. موقع آخر جميل جدا يوفر مطبوعات وأنشطة دينية وتعليمية للأطفال في أعمار مختلفة، ويمكن تحميلها وطبعها مجانا لأطفالكن، إسم الموقع تعلم مع كنان

اقترح كذلك إشراكهم في المراسيم الرمضانية، من تنظيم البيت، تزيينه، تحضير مائدة الافطار وتنسيقها... اتركيه عزيزتي يدخل معك الى المطبخ واستغلي تلك الدقائق بذكاء في تمرير رسائل وتعليم الكثير من المبادئ والمهارات بطريقة غير تقليدية، كلفيه بشراء هدايا لإخوته ليدرك أهمية جبر الخواطر وإدخال السرور على الاخرين.

غالياتي، التربية بالمتعة من أروع الميكانزمات التربوية التي لمست عوائدها، وأنصح بها كل ام مربية تتغيى وجه الله تعالى وتبحث عن أقوم وأقوى أسلوب في تربية أطفالها. وعندما تستغل الأم في شهر رمضان، وتستثمر في الفرص المذكورة ستحقق فائدةً لا تُقدر بثمن لنفسها ولأفراد عائلتها، وستعيش هذا الشهر بطريقةٍ مختلفةٍ تمامًا عن ذي قبل، وستستمتع بأجواءٍ اسرية ذات روحانيةٍ عالية تغمر الجميع بالراحة والسعادة والسلام، وتكون انطلاقة للتغيير بعون الله تعالى بعد رمضان. إلى هنا أكون قد أنهيت الرحلة معكن، أرجو أن أكون قد وُفّقت في الإحاطة بأهم ما في المحاور، حاولت أن أعطيكن زبدة الزبدة، وإن وفقت فهذا من فضل الله، وأسأله القبول والإخلاص. لنفتح المجال للمداخلات، إن كانت هناك أي تساؤولات مرحبا..

[1] صحيح الجامع الصغير ص (6469)

[2] رواه الإمام أحمد في مسنده

( فترة مناقشة مع الامهات )

مداخلات غنية بالأفكار حفظكن الله وبارك فيكن، جميعها تصب في الموضوع وتؤكد بان الفكرة وصلت وان رمضان فرصة للتغيير ونقطة انطلاقة فعلية لمن كانت لها رغبة ونية صادقة. من بين النقط التي أثارتني في مداخلات الأخوات؛ نقطة قالتها اختنا نعيمة "بداو مع وليداتكم بكري"، وهذا مبدأ أركز عليه دائما لأن أرضية الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة تكون خصبة لبذر القيم والمبادئ الدينية السليمة، فكلما كان الطفل صغيرا كلما كان طيعا في تقويم وتشكيل شخصيته، وأوصيكن بادخال المتعة في التربية.. نقطة ثانية لأختنا كريمة من اسبانيا -وأحييها أيضا على كلمتها القيّمة التي جسّدت لنا هذا الدرس النظري في صورة حية تشرّف المسلمين في بلاد الغرب- أشارت في مستهل مداخلتها لنقطة مفادها؛ أن التربية عملية تشاركية بين الأب والأم، وهذا هو المفروض، ومفترض أن يتعاونا وتتكاثف جهودهما في بناء شخصية الطفل. بيد أن هذا الوعي لا يكون حاضرا دائما لدى الطرفين، فما العمل؟ هنا نعوٍّل على الطرف الواعي فيهما، أن يفعل ما بوسعه لسدّ الخلل ورأب النقائص. ونسأل الله التوفيق والسداد، والهدي إلى سبيل الرشاد.

مفاتيح نجاح التخطيط لاستثمار فرص رمضان

لابد من التهيؤ المسبق وذكرنا أهميته
النية: النية تقوم مقام العمل إن عجزتن عن القيام بأمر ما. حددن وجددن نيتكن أخياتي، وكل واحدة تسأل نفسها: ما هي نيتي من تربيتي لأولادي؟ ماهي رسالتي؟ هل أتغيى مرضاة ووجه الله في ذلك؟ أم أن غاياتي دنيوية ( يكبرو وينجحو ويخدمو ويتزوجو... وبس ) . جددن النيّة يوميا وتوكلن على الله.
تحديد الأهداف: ضعن أهداف مسطرة واضحة لرمضان وأهداف يومية يسيرة لكامل رمضان
سلامة الصدر: حري بكل مسلم أن ينظف ويكنس قلبه من الغل والبغض والحقد، وينأى بنفسه عن المشاحنات والعداوات، حتى يُقبل على الله بقلب سليم في رمضان، المشاعر السلبية تثقل الإنسان وتشده إلى أسفل، فلا يستطيع الترقّي بروحه في مدارج السالكين إلى الله، والأخطر أنها تعد من أسباب منع قبول الله عز وجل للعمل، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: { تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا. وقالَ قُتَيْبَةُ: إلَّا المُهْتَجِرَيْنِ}
الفهم السليم: فهم النفس البشرية (وقد تحدثنا فيما سبق عن النقطة وخصصنا له حصة منفردة) ، فهم احتياجاتك واحتياجات أطفالك سيساعد كثيرا في التغيير والتقويم.
حسن إدارة الوقت: بوضع برنامج بأوقات محددة لكنّ ولأولادكن( لكن إن لم تلتزمن به لن يلتزم الأطفال "ردو البال ) ، برنامج للأبناء سيعينكن في تربيتهن بشكل لا يوصف وسيعلمهم الانضباط ومراقبة الذات وتحمُّل المسؤولية ( جْرْبُو وْردُّو عليَّ الاخبار )، ولن يترك مجالا للتراخي والكسل.
إخلاء الشهر من الشواغل: اغتنمي فرص رمضان تغنمي من سويعاته للعام كله، وقتك عمرك فلا تنسي نفسك في المطبخ وتجنبي الشواغل ما استطعت ذلك: وسائل الإعلام ومواقع التواصل ، أكثر سارق لأوقاتنا.
المحاسبة المستمرة
كوني قريبة من أولادك حنونة عليهم في رمضان، متسامحة، كريمة.
استعمال تقنيات وطرق مبتكرة لتنظيم الوقت والبرنامج المسطر احدها.
الخُلوة مع الله: شهر رمضان شهر الروحانيّة العالية والتوجُّه إلى الله تعالى والانشغال به وحده، أُثِر عن بعض السّلف أنّهم كانوا يودّعون بعضهم في أيام رمضان بسبب انشغالهم بأعمال الاعتكاف والذّكر والقيام. وأنصحك أختي وانصح نفسي بتخصيص ساعة زمنية يوميا بدون هاتف بدون تلفاز، جلسة مع الله تنفصلين فيها تماما عن عوالم الناس، حددي الوقت الذي يناسبك وأخبري أطفالك ابتداء من الآن حتى يتركوك دون إزعاج احتراما لرغبتك، أو ضعيها في البرنامج الذي وضعته لكنّ في المجموعة وهذه الطريقة أفضل.

برامج رمضان التغيير " لن يسبقني الى الله احد" التي وضعت في المجموعة، جمعتها اسفله في ملف PDF، يستحسن إخراجها كصور ملونة؛ لأن الأطفال ينجذبون أكثر للألوان، وهذا يحفّزهم.

الملف يحتوي على:

12مفتاح لنجاح الاستثمار في فرص رمضان
تحدّ مشروع الاخلاق، أتخلّق بأخلاق القرآن: "بأخلاقي لن يسبقني إلى الله أحد"
تحدّ الإنجاز للأميرات من عمر 6 إلى 10 سنوات ( وحتى 12 سنة )- يوميات رمضانية
تحدّ الأبطال - من عمر 6 إلى 10 سنوات ( وحتى إلى 12 سنة ) - يوميات رمضانية
احرص بُنيّ وبنيّتي على:
ثلاثون يوما تحدّ التراويح
رمضان التغيير: تحدّ الإنجاز للفتيات الرائعات من عمر 12 إلى 15 - يوميات رمضانية
حصيلة الانجاز: جدول محاسبة
تحدّ الإنجاز للفتيان الرائعين من عمر 12 إلى 15 - يوميات رمضانية
حصيلة الانجاز: جدول محاسبة
القرآن في قلبي، لمدارسة جزء "عم" تلاوة وتفسيرا
جوهرة الصيام والصلاة للجواهر من 4 إلى 6 سنوات
فانوس الصيام للأبطال من عمر 4 إلى 6 سنوات

البرامج متاحة للاستعمال الشخصي لا التجاري، يمكن تحميلها مجاناً ولا حرج، شريطة تركها كما هي ودون حذف المصادر التي استعنت بها، وإلا سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.