تصريحات خطيرة للام حياة العالمي بعد الحكم في قضية ابنها التهامي بناني
تتبّعنا الأسبوع الماضي أطوار ملف التهامي بناني، وما أصدرته محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بشأن إثنين يقال بأنهما المتهمان الرئيسيان في القضية، قضي عليهما بعشرين سنة سجنا نافذا بعد ثبوت إدانتهما بجريمة القتل العمد حسب آخر معطيات النيابة العامة، وتعويضات مادية مقدرة بـ 300 ألف درهم لوالدة المرحوم و200 ألف درهم لاربعة من إخوته.
الحكم انفرجت له أسارير السيدة حياة لأول مرة، ورسم ابتسامة نصر ممزوجة بالأسى والقهر على وجهٍ كسته أمارات الألم والأسى سنين عددا.
هل سيطوى كتاب القضية ويسدل عليها الستار ؟
لا أظن ذلك، فالملف ثقيل ويعلم الله عما سيسفر... بعد تصريحات خطيرة للام حياة العالمي على احد المنصات المعروفة قائلة: أن الحكم صدر بناء على تعليمات لإسكات الرأي العام وغلق القضية، وهو ليس إلا تمويها للواقع بغرض التغطية عن شبكة من الجناة النافذين، والمتهمان المحكوم عليهما لن يحملا التهمة لوحدهم.
إن العدالة الكاملة في نظرالأم المكلومة لم تتحقق، فالمتورطون كثر على حد تصريحها، ومصير ابنها لا زال غامضا ويحتاج لكشف لغز الجثة لعلها ترتاح بمعرفة مكان رفاته كي تقيم له جنازة تليق به، وتدفنه في قبر معلوم يتسنّى لها زيارته متى فاض بها الحنين اليه.
لا علم لي بخفايا الملف الشائك الذي لم يُقفل بعد، ولا نية بتناوله من شق القانوني، ولكن أطرحه من شق إنساني يتماشى مع اتجاه المدونة؛ لأن من أصعب وأقسى الاختبارات التي يمكن أن تتعرض لها أم، أن يختفي فلذة كبدها فجأة دون سابق إنذار فلا تعرف عن مصيره ولا عن مكانه، أحيّ هو أم ميت. تترقب عودته كل ثانية وتعيش على أمل ضمه إلى صدرها، ثم تكتشف بعد طول انتظار أنه أخذ منها على حين غرة، ولن تكتحل عينها برؤيته ولا حتى بزيارة قبره لأنه غادر دون وداع أخير، وصار خبرا دون جثة ودون حقيقة.
على درب العدالة: قصة قوة وشجاعة أم أمام الحيرة والألم
أثارت قصة الأستاذة حياة العالمي وابنها التهامي، حفيظة الرأي العام المغربي والعربي لأعوام، وحركت مؤثرين ومشاهير في الإعلام منهم قناة كويليkwili وقناة اليوتيوبرصفاء، فتحولت مأساة التهامي بناني لقضية رأي عام وطنيا ودوليا، تفاعل معها العالم بأسره وأعادها للواجهة بعد ان كاد التقادم ليطالها، وتمّ رفع هاشتاغ 'العدالة للتهامي' للمطالبة بإعادة التحقيق وتكثيف البحث في حيثيات القضية وخلفياتها.
اكتنف الغموض القضية لسنوات، شاخت فيها السيدة حياة العالمي بينما هي تتقصّى
خبرا عن ولدها المختفي، أنهكت قواها في تتبع خيط دخان الحقيقة لـ 17 سنة متواصلة..
منذ خروج الفقيد سنة 2007 لحفلة عيد ميلاد ولم يعد، اندثر أثره وسط الظلام، وتبددت أمنيات والدته في توديعه بقلب مطمئن وراضي.
سنواتٌ عجاف من البحث المضني والانتظار المرير، تكبّدت فيها الأم الثكلى تضحيات
جسام وشاب شعر رأسها بين أروقة المحاكم وهي تناضل في إظهار حقيقة مطموسة المعالم..
مسحت دموع الحداد، قاومت ألم الفاجعة وقسوة الفراق، وقررت المنازلة منفردة بلا معين، مقتحمة بوابات المجهول والغموض، مُقسمةَ على المنافحة والكفاح إلى أن ينصف ' قضاء السماء وقاضي الارض روح التهامي'.
هذه الأم بألف رجل، جلدةً وشجاعةً وصموداً، حباها الله قوة جبارة هزت عرش الجور الذي لحق بنجلها، لم تعجز ولم تتهيّب كشف ما حدث رغم الإكراهات التي اعترضت سبيلها لتنسحب، بيد أنها لم تفعل إيمانا منها بأن شمس العدالة لا تنحسر، وحق ابنها في النهاية سينتصر.
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...