الخيانة الإلكترونية ظاهرة في الواجهة
![]() |
العلاقة الزوجية , الخيانة الزوجية , الخيانة الالكترونية ظاهرة في الواجهة |
تحكي زوجة : إكتشفت أن زوجي يخونني على مواقع التواصل الإجتماعي، صدمت .. بكيت بحرقة وكدت أفقد صوابي ..
لكني تمالكت نفسي ولم أخبر أحدا ، وفضلت عدم مواجهته بالموضوع .. بيد أني قررت أن أثأر لأنوثتي المجروحة بطريقة لا يتوقعها . فتحت حسابا بإسم مستعار على مواقع التواصل، وقمت بإستدراجه حتى صار متيما بحبي، ولا يستطيع أن يفطم نفسه عن التواصل معي.
صرنا نتواصل كل الأوقات؛ في العمل، في البيت، بالليل والنهار يسمعني عذب الكلام . وعندما يراني في عالم الواقع يتجهم وجهه ولا ينطلق لسانه، رغم أني جميلة مهتمة بأناقتي، وأبلغ جهدي في توفير جو ملائم يتمناه كل زوج غير أنه لا يعيرني أدنى إهتمام، ولا يأبه لوجودي ..
ولما بلغ به الحب مبلغه، وأيقنت أنه لم يعد يطيق الإنفصال عني في الشات، أخبرته بأني لا يمكنني الإستمرار على هذا النحو، وعلينا أن ننهي العلاقة.
أرعد وأزبد، ثم أخذ يستعطف لكني حسمت أمر الإنسحاب .. وكم استمتعت لحظتها لسماعي توسلاته؛ لكون تلك التي نفر منها في الواقع هي نفسها التي قررت تركه بعد أن ملكت قلبه وحياته في العالم الإفتراضي .
كنت أراقب تفقده لهاتفه كل دقيقة، ولهفته في تناوله كلما وردته رسالة راجيا أن أعدل عن قراري، ونعود لسابق عهدنا. شعرت بالإنتصار أخيرا، ورددت الإعتبار لنفسي .
مثلت عليه أزيد من سنة وهو لا يعلم، اكتشفت فيها ملكاته في الشعر والحب، ملكات لم أنعم بها طيلة العلاقة الزوجية ، حتى أني لم أدر عنها مذ عرفته .
قصص خيانة عديدة ترويها الزوجات، منهن من غلبتهن الصدمة، وغادرن بيت الزوجية، ومنهن من واجهن أزواجهن بالفعلة ولم يجنين إلا الإنكار وقلة الإعتبار، ورضخن للأمر الواقع في نهاية المطاف، والألم يمزقهن كل ممزق.. والقليلات فقط من حكمن ميزان العقل في تقويم العوج، وتصرفن بحكمة رتقت الفتق إلى حين أوبة الطائر إلى عشه تائبا .
من المؤسف أن رقعة الظاهرة تتسع ، وأرقامها أضحت مرعبة في أيامنا؛ والإستهانة بفعلها صار أمرا إعتياديا من طرف جمهرة من الأزواج الذين يواقعونها بقلوب فظة، ودون تفكير في مآلاتها عليهم أولا ثم على الزوجة، الأسرة والمجتمع ..
ومن المؤسف للغاية أن الخيانة الإلكترونية أصبحت ميسرة بشتى الوسائل التي أتاحتها التقنية، أحيانا أسائل نفسي: من يلام في هاته معضلة الخيانة الأخلاقية؛ أيلام الزوج لغياب حجاب الإيمان لديه، وضعفه أمام إغواء المرأة المتفننة في إظهار أنوثتها، وتقديمها له على طبق من وسائط النت ..؟ ! أم تلام الزوجة المسكينة ؟ الموزعة أدوارها بين تدبير شؤون البيت داخلا وخارجا، وبين الأمومة وتوابعها : من مربية لأطفاله، إلى مدرّسة إلى زوجة.. مشاغل متفرقة تتطلب جهدا خارقا في أدائها، وإدارتها مثل ما ينبغي ، كما تتطلب إمتنانا ووفاء يليقان بمستوى ذاك العطاء، لا بطعنة ترميها بثالثة الأثافي ..
لا أريد أن ألقي باللوم على أي منهما ، لكن ينبغي التأكيد بأنه أيّاً كانت المسوغات المؤدية للخيانة عموما ، فإنها وبحكم كل الشرائع لا تبرر الجرم المستقبح مهما كان الموقف ، ومهما كانت الملابسات .
إن خيانة الزوج لمن أصعب المواقف التي يمكن أن تختبرها زوجة ، ويحتدم لها صدرها غيظا ، ولن أبالغ إن قلت أنها من أشد الضربات إيلاما لنفسيتها ، والتي تستغرق زمنا في إندمالها، هذا إن إندملت !
لكن الأكيد الذي لا غبار عليه هو أن قرار التعافي يخضع لإرادة الزوجة، وتحقيقه بيدها هي لا بيد الزوج ! إذ ليس من المعقول أن تسلّم لوجع يستنزف مشاعرها ، ولا من المقبول أن تظل رهينة حدث تجتر فيه لقسط من العمر ، تفتأ تذكره حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ..
والحق أن بعض الزوجات يهدرن طاقتهن في البحث عن مدعاة الذنب الجارح لكرامتهن وأنوثتهن ، ومنهن من تتطلع لانتقام يخمد النار المستعرة بداخلها ، والتساؤلات تأكلها : أهذا جزائي ! ما الذي ينقصني حتى ينظر خارجا ؟ ما الذي جذبه إليها ؟ ماذا وجد عندها من مقومات الأنوثة هيّمته بها ولم يجده عندي ؟
ألف سؤال أو بالأحرى ألف طعنة يماثل أذاها الطعنة الأم التي أزهقت سكينتها ، وجعلتها تفقد الثقة بنفسها وجمالها ..
وإنه ليفطر قلبي إنكسار وحيرة زوجة أمام هذا الموقف ، وإنشغالها بتفاصيل تنكأ الجرح ، كان من الأجدى تجاوزها ، والتفكير مليا في سبل الترقي بذاتها وحياتها بدل ذلك .
بحيث يجب عليها فور استفاقتها من الصدمة أن تستجمع قواها ، وتقرر الكيفية التي تريد أن تستأنف بها مشوارها ، وهل تريد العيش بسعادة ! أم تستمر في وضع زمام سعادتها في يد شخص آخر كائنا من كان ولو كان الزوج نفسه.
جانب من أسباب الخيانة الزوجية
إن من الأخطاء التي تقع فيها الزوجات أنها تعتقد الزوج مصدرا لسعادتها ، تصب عليه كل تركيزها ، وتجعله محور إهتمامها ، همها في ما يحب ويرضى .. وبينما تنسى احتياجاتها الذاتية ، وإهتماماتها الشخصية ، يتراخى إعتناؤه بها تدريجيا ، كنتيجة بديهية لإفراطها في تدليله وتفريطها في صحتها وجمالها .
ربما تتوتر نفسيتها ، وتفقد أعصابها مع الوقت ، وتنقبض أسارير وجهها في أداء مهامها الروتينية .
وربما يرتفع صوتها على عناد أطفالها وطلباتهم التي لا تنتهي ، ويكهرب جو البيت توترها دون أن تشعر ، في حين تعتب على الزوج فتوره في الإهتمام ، وتملصه من دوره في بعض الشؤون الأسرية الجسام ، ورميه بحمل المسؤولية على عاتقها دون تقدير لما تبذله من جهد يفوق طاقة تحملها، مع أنه لم يطلب منها شيئا من ذلك ، ولكنه بكل بساطة وجد من يتحمل عنه مشقة الأعباء ولم يرفض ..
طبعا ، وهل يوجد عاقل يرفض أن يحاط بالدلال ويعفى من المهام الثقال !
ليس المراد سيدتي أن تقصري من واجباتك اتجاه زوجك وأسرتك أبدا ، ولكن المراد أن تخصصي وسط إهتماماتك وقتا ممتعا لك وحدك يمتص تعبك ، تنمي فيه مهاراتك ورصيدك المعرفي ؛ لأن الزوج ينجذب للمرأة الواثقة ، القوية ، المرحة ، والمهتمة بشكلها وشخصيتها معا ، تتقن صنعة الإحتواء بأنوثة وذكاء .. وكذا الأطفال يحتاجون أما رؤوما، هادئة تلبي احتياجاتهم وتعلم جيدا متى تستعمل الحب ، ومتى تستعمل الصرامة في التربية الإيجابية وتقويم السلوك ..
سيدتي الجميلة ، إن قرار سعادتك بيدك ليس بيد سواك ، ولا تتوقعي الإهتمام والتقدير من أحد ما لم تقدري أنت ذاتك ، وتمنحيها الإهتمام اللائق بها كذات إنسانية مستقلة لها إهتماماتها الشخصية ، وتستحق كل الإستحقاق أن تحيا مطمئنة وسعيدة .. !
إنك عماد أسرتك ، واستقرارها متوقف عليك بالأساس ، ولن تستطيعي القيام بالأدوار المنوطة بك كزوجة وأم بشخصية مضطربة ومهزوزة من الداخل ، يجب أن تكوني إلى جانب عاطفتك متماسكة وقوية ، ولهذا كانت أهمية استئثار بعض الوقت لك في تجديد الطاقة ، وإراحة الأعصاب المشدودة ، تقسميه حسب رغبتك واحتياجاتك ؛ يمكن أن تجعليه جلسة تأمل وذكر ، أو تمارسي فيه رياضة ، هواية ، أو تتعلمي مهارة .. ولك واسع النظر ..
دمت بسلام ووئام مليكة
تسعدني زيارتك كما يسعدني رأيك بالموضوع مؤيدا كان أو معارضا، فإن كانت لديك ملاحظة أو انتقاد فلا تتردد.. أكتب تعليقك هنا أو ملاحظتك وسأرد عليها بعون الله...